كان عبد العزيز باشا فهمى واسطة معظم من التحقوا بالكليات العسكرية من أهالى كفر مصيلحة
فى نهاية ديسمبر الماضى مر 152 عاماً على ميلاد "عبد العزيز باشا فهمى حجازى عمر" وشهرته "عبد العزيز باشا فهمى"، وهو واحد من أعمدة تاريخ الكفاح الوطنى فى العصر الحديث بمصر، حيث بدأ الرجل حياته المهنية بعد تخرجه فى كلية الحقوق جامعة القاهرة سنة 1890، وتم تعيينه وكيلا للنائب العام، ثم تدرج فى المناصب القضائية حتى أصبح رئيسا لمحكمة الاستئناف التى كان يسمى رئيسها "قاضى القضاة"، لكنه استقال من منصبه بعد أن قرأ خبرا فى الصحف يسأل فيه أحد نواب البرلمان عن الراتب الذى يتقاضاه رئيس محكمة الاستئناف مستنكرا فى طلبه مساواة القاضى بالوزير، فما كان من "عبد العزيز باشا فهمى" إلا أن ذهب لقصر عابدين وقدم استقالته من رئاسة المحكمة للملك فؤاد، معتبرا سؤال نائب البرلمان عن راتب القاضى تدخلا من السلطة التشريعية فى السلطة القضائية.
عبد العزيز باشا فهمى، المولود فى 23 ديسمبر 1870، كان ثالث ثلاثة شكلوا الوفد الذى ذهب لدار الحماية البريطانية سنة 1918 لمطالبة السفير البريطانى بالجلاء عن مصر، فقد كان سعد زعلول رئيسا للوفد، و"على شعراوى" ممثلا عن الوجه القبلى، و"فهمى" ممثلا للوجه البحرى، وهو كذلك واحد من أعضاء الوفد الذى سافر إلى باريس لعرض قضية مصر، وكان فهمى أول من وضع مشروعاً للدستور المصرى فى باريس سنة 1920، ووضع مشروعاً آخر لمحكمة النقض أدخل فيه مصطلحات مثل "أوجه النفى للدلالة على أسباب الطعن" و"نظرية القدر المتيقن فى القانون الجنائى"، وكان الهدف من إنشائه هو تلافى أخطاء الأحكام النهائية فى درجات التقاضى، وقال فهمى عن القاضى فى القانون: "القاضى ليس معصوما من الخطأ"، وقد ظل فهمى رئيسا لمحكمة النقض حتى استقال عند توليه وزارة الحقانية.
المتأمل لتاريخ ومسيرة "عبد العزيز فهمى" يدرك حجم تدخل القدر بواسطته فى تاريخ مصر، فمن أسباب الخلاف بين مصطفى باشا النحاس والملك فاروق أن الملك وافق على تعيين "فهمى" فى مجلس النواب بعد أن خلا مقعداً بالمجلس لوفاة نائب، وكان إصرار النحاس على يتولى أحد أعضاء حزب الوفد، لكن الملك أصر على تولى فهمى تعويضا له عن منصب رئيس محكمة النقض، فما كان من النحاس وحكومته إلا أن تذرع بعدم تطبيق الدستور، ثم تدخلت انجلترا وحدث ما يعرف بحادث 4 فبراير.
أما الحادثة الأخرى وهى من الترتيبات القدرية العجيبة، وهى عندما طلبت زوجة "عبد العزيز فهمى" من زوجها الباشا أن يتوسط لشاب نجح فى البكالوريا من مسقط رأسه حتى يلتحق بالكلية الحربية، وكانت المفاجأة أن يصبح هذا الشاب فيما بعد رئيسا لمصر، وهو الرئيس الراحل "محمد حسنى مبارك".
لم يتوان الباشا "عبد العزيز فهمى" عن خدمة أهالى مسقط رأسه "كفر مصيلحة" بمحافظة المنوفية، فقد ألحق الكثيرين منهم بالكليات العسكرية والقضاء، وربما هذا ما جعل المحافظة حتى الآن مصدرا للتندر بقياداتها وسط باقى محافظات مصر، فمعظم القيادات العسكرية التى تولت مناصب هامة كانت من المنوفية، على سبيل المثال اللواء "الجمسى" كان وزيرا للدفاع ورئيسا للعمليات فى حرب أكتوبر، وقد التحق بالكلية الحربية بتوصية من عبد العزيز باشا فهمى أيضا، وربما كان هذا سر الاحتقان بين مبارك والجمسى طوال حياتهما العسكرية.
من النوادر التى لا يزال يحفظها أهالى "كفر مصيلحة" جيلا بعد جيل، وهى للدلالة على أصالة "عبد العزيز فهمى" وارتباطه بأهل قريته، هى حكاية الحمار الذى عين فى البوسطة بدلا من صاحبه، وذلك عندما ذهبت له عجوز وشكت له عن زوجها الذى أصيب فى حادث قطار أقعده عن العمل، وطلبت منه أن يوظفه فى أى عمل آخر يضمن لهم المعيشة، فقال لها إنه لا يستطيع القيام بأى عمل يكلف به، ثم استدرك قائلاً: "هذا الحمار الذى كان يركبه ملكا لكما؟" فأجابت بأنهما لا يملكان غيره، فقال لها اتركيه أمام مكتب البريد كل يوم من الثامنة صباحا حتى الثالثة عصراً، وأمر بتوظيف الحمار ركوبة لساعى البريد بمرتب، وعندما مات الحمار أمر بمعاش تتقاضاه السيدة باسم الحمار طوال حياتها.
كان "عبد العزيز باشا فهمى" يلقب بـ "أبو الدستور المصرى" وهو ثان نقيب للمحامين، وكان أديبا وشاعرا مفوها له إسهاماته فى مجمع اللغة العربية، وتوفى فى مارس عام 1951، ومازال مسجده وقصره فى مسقط رأسه يعرف بجامع وقصر الباشا.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
غام الطريق، واشتد الصقيع، وشعر السائق أنه بحاجة لالتماس قدرٍ من الدفء بالتوقف عن الحركة التى توقظ صقيع رياح الشتاء
يأتى شهر رمضان حاملا معه الفرحة للجميع، صغارا وكبارا، ولكل منا ذكرياته المرتبطة بهذا الشهر، إلى جانب بعض طقوسه الخاصة،
السيدة خديجة بنت خويلد، أولى زوجات النبى محمد صلى الله عليه وسلم وأول امرأة تصلى خلفه، وتدعمه فى اليوم الأول...
فى نهايات الستينيات، كتب رجاء النقاش رئيس تحرير مجلة "الكواكب" مقالا ينتقد فيه المطربة الكبيرة فايزة أحمد، ويعتب عليها لرفضها