فجأة، وبينما يقود جراره لإتمام المهام الكثيرة التى تنتظره فى الأرض المحروثة، توقف الشاب خلف المقود، وأطل على المرأة المنهمكة فى العمل،
وصاح مداعبًا: توصيلة يا هانم؟!
عمت القهقهات على الفور، شقت صمت الحقل الذى انكفأ كل من فيه على عمله دون كلمة، فالعمل كثير، والنهار مهما طال، قصير. قالها فانتبهت المرأة التى كانت منكفئة على الأرض وكشفت أخيرًا عن صفى أسنانها بابتسامة ظلت غائبةً منذ مطلع الفجر!
وحين أومأت موافقة، لترد المداعبة بمداعبة، أكمل كأى سائق أجرة محترف:
بس للأسف العدّاد مش شغال.. بتدفعى كام فى المشوار؟؟ قالها، واتسعت القهقهات.
يقود "حسام" الجرار داخل الحقل، مقسمًا مهامه بين نقل المحاصيل والأسمدة، وبين جر وسحب الآلات الزراعية من محاريث وآلات استصلاح الأرض وتسويتها، وكذلك مضخات الرى. إنه أكثر شخص متحرك فى المدى الوسيع، دينامو اليوم وصوته الصادح، يكفى هدير جراره الصارخ لينبه الجميع إلى وجوده وليوقظ الناعسين.. "شقيان" مثل جميع "الشقيانين"، الموزعين على كافة الأطياف والأعمار، من الطفل إلى الشيخ، ومن المرأة إلى الرجل.
يسمونه "حسام فورمولا"، فالشاب حلم فى طفولته بأن يكون سائقًا لسيارات السباقات السريعة، ويحتفظ فى ثنايا جراره بصور السيارات الطائرة فى المسابقات العالمية، وبصورة لـ "مايكل شوماخر" و"لويس هاميلتون" و"إيرتون سينا"، نجومه المفضلين فى مسابقات "الفورمولا"، بل إنه يملك خوذة حقيقية، ادخر ثمنها من قوته كى يرتديها فى الأوقات التى يعود فيها الحلمُ القديمُ لمداعبته.
حلم بأن يقود سيارة فى "سبق" فقاد جرارًا فى ماراثون الحياة.. وحتى فى ابتعاد الحلم، لم يفقد قدرته على استزراع الابتسام، ليتوقف فجأة كل عدة أمتار، ممازحًا: توصيلة؟!
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
غام الطريق، واشتد الصقيع، وشعر السائق أنه بحاجة لالتماس قدرٍ من الدفء بالتوقف عن الحركة التى توقظ صقيع رياح الشتاء
يأتى شهر رمضان حاملا معه الفرحة للجميع، صغارا وكبارا، ولكل منا ذكرياته المرتبطة بهذا الشهر، إلى جانب بعض طقوسه الخاصة،
السيدة خديجة بنت خويلد، أولى زوجات النبى محمد صلى الله عليه وسلم وأول امرأة تصلى خلفه، وتدعمه فى اليوم الأول...
فى نهايات الستينيات، كتب رجاء النقاش رئيس تحرير مجلة "الكواكب" مقالا ينتقد فيه المطربة الكبيرة فايزة أحمد، ويعتب عليها لرفضها