"مش هاقوم من هنا غير لما أستتهم فى بيوتهم!" يقولها البائع الشاب لشخصٍ عابرٍ ما دون أن يضحك، وكأنه أبٌ يتحدث عن بناته اللائى ينتظرن "العَدَل".
تنظر لتجد أن المقصود أربع "عرائس مولد"، ظللن إلى جانبه بعد أن فاتهن "قطار المولد" وانتهى موسم الحلويات، بينما يصر هو أن يجلس إلى جوارهن، انتظارًا لزبون يفكر "خارج الصندوق"، فيشترى "عروسة مولد" لابنته خارج الموسم الرسمى!
يبدو المشهد غريبًا، فحتى لو باع الأربع، ما مقدار الربح الذى يستحق هذه الجلسة الطويلة؟ غير أنه يبدو قنوعًا، هادئًا، ولا يكف عن المزاح، حتى لو اكتسى صوته بجدية لا تلائم ما يقوله. يقول مشيرًا نحو "بناته": "بص.. عندى السمرا والشقرا.. اللى شعرها اسود واللى شعرها أصفر.. الواحدة فيهم ما تتخيّرش عن اختها وكل واحدة منهم لابسة فستان فرح أحسن من اللى جنبها.. طب يا ريت أعرف أنا أجيب فستان زيه لبنتى لما تتجوز!"
لقد وضعهن فى صف، متراصات كأنهن يقفن خلف باترينة وهمية، من خلفهن باب جرار صدئ لمحل مغلق، ومن أمامهن الرصيف الذى يمنحهن مسافة آمنة عن ضجيج الشارع، فيما اكتفى هو بمقعد بلاستيكى، غاص فيه، واضعًا يدًا على وجهه، صامتًا، فى وضعية تفكير عميق، بالتأكيد لن يخرج عن ظروف حياته ومقتضى الأحوال.
لا يبدو متعجلًا، ولا قانطًا، وكأنه هو نفسه شخصٌ معروض خارج "الموسم"، ينتظر قطارًا تأخر فى الوصول إلى المحطة.. محض شخصٍ منزوٍ منسى لا يلتفت إليه أحد.. يعبره الجميع بإهمالٍ، وأحيانًا باستغراب، متسائلين فى سرِّهم: ماذا سيفعل بعد أن ذهبت "العرائس" وتركنه وحده؟!
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
"فانوس علاء الدين.. ادعكه وحقق أحلامك!".. يقولها البائع بحماس كلما مر أمامه زبائن محتمَلون، ثم يعود لصمته،
مفاجأة ليست فى الحسبان يفجرها لنا روبير الفارس عن كتاب "عبقرية المسيح" للعقاد، الذى كنا نحسبه تحية مقدرة من الأقباط...
قصة حياة "لطفية النادى" فيها التحدى، وفيها الثقة بالنفس وحب المغامرة و"الجنون"، فهى ابنة أسرة متوسطة،
بناءً على تعليمات وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور رضا حجازي، واللواء أحمد راشد محافظ الجيزة؛ وفي اليوم الأول لتدريب...