رغم كل ما قدمته السينما والدراما عن حرب أكتوبر إلا أن هناك شعورا عاما يتجدد كل سنة، وتحديدا فى وقت الاحتفال بهذه الحرب المجيدة، وهو أن الفن ما زال مقصرا فى الحديث عن هذا الانتصار العظيم.
وبالرغم من الأعمال الفنية التى حققت نجاحا كبيرا إلا أنها لم ترو بشكل كبير عطش الأجيال الجديدة التى لم تعاصر الحدث، فالحرب مليئة بالحكايات والحقائق التى لم يقترب منها كتاب السينما والدراما حتى الآن.. من هنا قررنا معرفة ماذا سيكون فى عقل مؤلفى الدراما ورؤيتهم لو تناولوا عملا فنيا عن حرب أكتوبر.
أكد السيناريست مجدى صابر أنه إذا قرر كتابة عمل فى هذا الصدد فسيكون العمل مسلسلا تليفزيونيا عن عبد العاطى صائد الدبابات خلال حرب أكتوبر هذا الإنسان البسيط الذى ألتحق بالجيش واستطاع أن يحقق المعجزات بما قام به من بطولات استطاع من خلالها أن يمنع تقدم الدبابات الإسرائيلية، وقد تم تسجيل عبد العاطى فى الموسوعات الحربية كأشهر صائد دبابات فى العالم وكان نموذجا للمقاتل العنيد الشجاع وقد تم تجنيده قبل حرب أكتوبر وانضم ليتخصص فى الصاروخ «فهد» المضاد للدبابات الذى كان يحتاج إلى نوعية من الجنود يتمتعون بالحساسية وقوة التحمل والأعصاب وسرعة البديهة، وأدى أول تجربة رماية ضمن خمس كتائب وكان الأول على الرماة وبين يومى 8، 10 أكتوبر كانت ملحمة البطل الرائعة هو وزميله «بيومى» الذى دمر 7 دبابات وكان رصيد «عبد العاطى» كبيرا وهو من أشهر الذين حصلوا على نجمة سيناء من الطبقة الثانية لأنه دمر خلال أيام 27 دبابة ومجنزرة بمفرده.
وأشار صابر إلى أن هذه البطوله أظهرت أن الجندى البسيط الذى لم يلق حظا من التعليم شارك فى الحرب وكان كل طموحه فى الحياة هو النصر أو الشهادة وهذه ليست البطولة الوحيدة بل هناك قصص إنسانية كثيرة لجنود بسطاء لم يذكرهم التاريخ.
وأكد السيناريست أن هناك أيضا بطولات يتمنى تناولها وهى بطولات الطيارين المصريين ليس فقط فى حرب أكتوبر بل قبلها أيضا منذ حرب الاستنزاف.
بينما أكد السيناريست بشير الديك أن حرب أكتوبر العظيمة لا تكفيها مئات الأفلام وأنه لو قدم فيلما عن حرب أكتوبر سيكون عن الجندى المصرى ومعدن الإنسان وكيف استطاع أن يحقق النصر الذى كان يبدو فى هذا الوقت مستحيلا والمواقف الصعبة التى واجهها أثناء الحرب من ناحية، ومن ناحية أخرى سيكون عن الرجال الذين صنعوا التاريخ وخططوا على أعلى مستوى بنظام علمى وليس على نظام تواكلى واستطاعوا أن يستفيدوا من خبراتهم السابقة التى استخدموها فى بناء السد العالى دون أى تدخل خارجى، وطوعوا هذه الخبرات فى هذه الملحمة العظيمة فنجد مثلا استخدامهم لخراطيم المياه فى إزالة الساتر الترابى وصنع فتحات فيه واستخدامهم أيضا اللغة النوبية وخطة الخداع الاستراتيجى التى خدعت كل العالم بالإضافة إلى أن هناك كمية هائلة من التفاصيل كانت قبل لحظة العبور أتمنى أن أقدمها فى عمل فنى.
وأشار الديك إلى أن سبب قلة الأعمال عن حرب أكتوبر ليس قلة البطولات التى نتناولها فى الحرب فنحن نمتلك الكثير من البطولات التى كانت فى هذا الوقت أشبه بالمعجزات التى قام بها الإنسان المصرى ولكن عدم توفر الإمكانات التى تساعدنا فى صناعة مثل هذه الافلام الضخمة.
أما المؤلف والسيناريست وليد يوسف فيرى أنه ككاتب درامى وسيناريست ستكون رؤيته مختلفه وأنه يتمنى أن يقدم عملا فنيا عن حرب الاستنزاف والفترة التى تلت هذه الحرب حتى الانتصار فى حرب أكتوبر وسيكون عملا دراميا وليس سينمائيا لأن هذه الفترة تم تناولها سينمائيا، وتمنى تقديم عمل عن حرب أكتوبر وخصوصا مع مرور 50 سنة عليها، وهى حدث لن يتكرر خصوصا أنه يوجد فى المقابل أعمال تتناول الحرب بمعلومات مغلوطة ويتم قلب الحقائق من الجانب الإسرائيلى.
وأضاف يوسف: إننا فى حاجة لمزيد من الأعمال عن حرب أكتوبر لأن الأجيال الجديدة لم تشاهد الحرب ولم تعشها على عكس أحداث محاربة الإرهاب فى سيناء التى تعيشها هذه الأجيال فإذا حدث أى عمل إرهابى يتم تغطية وتسليط الضوء عليه بشكل مكثف وكبير من قبل وسائل الإعلام العالمية والمصرية ويتم عرض كل المعلومات المتعلقة بالأحداث بشكل كبير على عكس حرب أكتوبر فقد سمعت هذه الأجيال عن هذه الحرب من كتب التاريخ الدراسية، متمنيا أن يتم تناول بطولات الجنود المصريين خاصة أن بعضها اسطورية فى هذا الوقت وأن هناك بطولات فردية كثيرة كانت موجودة فى الحرب ودورها كان مهما ومن الممكن أن يتم تناولها فى الأعمال الفنية.
وأكد على الرغم من وجود بعض الأعمال التى تناولت الحرب إلا أنها لا تكفى وقد لجأ بعض الأفراد إلى إنتاج أفلام عن الحرب بهدف التوثيق ولكنها تبقى جهودا فردية لذا يجب إنتاج أفلام عن هذا الحدث التاريخى الذى مازلنا نعيش عليه حتى وقتنا هذا خاصة أن هذه الأفلام تحقق إيرادات كبيرة .
وأكد الكاتب والسيناريست عاطف بشاى أنه لديه بالفعل عمل عن أكتوبر لم ير النور حتى الآن وهذا يرجع إلى عدة أسباب فبعد أن استطاع أن يتعاقد مع جهاز السينما برئاسة ممدوح الليثى وذلك قبل أحداث 25 يناير لصنع فيلم بعنوان «حدث فى أكتوبر» قامت ثورة يناير ولم يستطع تنفيذه والعمل يتناول الفترة القصيرة التى سبقت حرب أكتوبر 1973التى تم فيها اتخاذ قرار الحرب.
وأضاف بشاى: إن الفيلم يتناول الأبطال القادة الحقيقيين الذين تحملوا مسئولية القرار من السادات إلى الشاذلى والجمسى وأحمد إسماعيل خاصة أن أحداث الفيلم كانت تنتهى بـ«الضربة الجوية» مع ظهور مبارك فى المشاهد الأخيرة ودوره فى تحقيق الضربة الجوية خاصة أن الفيلم لم يكن له علاقة مباشرة بـ»مبارك» ولكن الفيلم كان له علاقة بعام التحضيرات لحرب أكتوبر وصولا للضربة الجوية ولم يتم إعداد الفيلم بعد 25 يناير لتغير الأوضاع وقتها وتم حل ووقف هذا الجهاز، وعلى الرغم من أن هذا العمل لا يحتاج إلى ميزانية ضخمة كما كان دائما يقال إن أفلام حرب اكتوبر تحتاج ميزانية ضخمة إلا أن هذا العمل حبيس الأدراج وأتمنى أن يرى النور لتعرف الأجيال الجديدة تفاصيل هذا العام وكيف تم اتخاذ قرار بهذه الخطورة وهو قرار الحرب وتحقيق المعجزة التى كانت شبه مستحيلة بكل المقاييس العسكرية فى هذا الوقت.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
فى حادث سير رحل الفنان أشرف عبدالغفور مساء الأحد الماضى عن عمر ناهز 81 عاماً ودون شك ما قدمه أشرف...
فى يوم 11 من ديسمبر 1911، دخل «نجيب محفوظ» الدنيا، وخدمته الظروف فمنحته عائلة ميسورة مستورة، فاستطاع اللحاق بالمدارس ثم...
منعوها من دخول البيت الأبيض وتليفوناتها مراقبة/ قالت إن «حجم القنابل التي أُسقطت على غزة تعادل القنبلة التي أُسقطت على...
على مدار خمسين يوما استمرت ضربات المحتل الإسرائيلى تجاه غزة.. تحصد الزرع والضرع، لا تفرق بين طفل وعجوز..