كم شغلت حقيقة الموتِ الفلاسفة، ومضتْ تؤرقُ مجاز الشعراء على مختلف العصورِ، فتحدثَ الشعراءُ عن الموت كمعادلٍ للفقدِ في معظم قصائد الرثاء لتخبر عن مآثر الموتى
كم شغلت حقيقة الموتِ الفلاسفة، ومضتْ تؤرقُ مجاز الشعراء على مختلف العصورِ، فتحدثَ الشعراءُ عن الموت كمعادلٍ للفقدِ في معظم قصائد الرثاء لتخبر عن مآثر الموتى وأمجادهم، وانشغل البعضُ بمحاولة رؤية ما وراء هذه اللحظة الحاسمة وتأثر بعضهم برؤية الأديان أو لمعتقدات الشعبية أو حتى نظرات الفلاسفة في هذا الصدد، وفي هذا الديوان يبدو لنا الموتُ وكأنه سيرة حياة، تتنوع القصائد وتختلفُ عناوينها ولكنها تكادُ تنغمسُ في غنائية واضحة، والغنائية هنا ليس المقصود بها الانغماسُ في الموسيقى والأداء الصوتي فهذا ليس معقولاً أن يتواجد في قصائد نثر، ولكنها هنا بمفهومها الواسع الذي يحتفي برؤية العالم من خلال الذات فكيف رأى الشاعرُ الموت والموتى؟! وكيف اختلط ما هو واقعي بما هو مجازي في ذاته ؟! هنا تكمن الشعرية، ويستمد الأداء الشعري رونقه ودهشته !!!
1ـ دلالة العنوان والإهداء
لن يتركنا الشاعر نطلق تأويلاتنا حول العنوان " الموتى يقفزون من النافذة " ولن يدعنا نتساءلُ حول الموتى هل هم موتى حقيقيين يأتون بفعل مجازي أو موتى مجازيين يأتون بفعل حقيقي؟! ولن يتركنا نتساءلُ كذلك هل القفز عبر النافذة كان من الداخل إلى الخارج بما يشبه الانتحار أو الهروب ؟! أم أنه قفز إلى الداخل بما يشبه فعل اللصوص المقتحمين، فإنه لم يترك الدلالة مفتوحة على هذا النحو الذي يبدو لمن يتأمل العنوان دون قراءة متعمقة لقصائده، فإن عنوان الديوان كان هو نفسه عنواناً للقصيدة الثانية في القسم الثاني من الديوان والذي أسماه " رفرفة العصافير " يقول الشاعر :
أريدُ أن أُحدِّثَ أصدقائي/ عن شيخوخةٍ لا تَصنعُهَا السنوات /أريدُ أن أُحدِّثَهم/ عن وقْعِ أقدامٍ عسكريةٍ /أسمَعُهَا كلما انتهيتُ مِن ضحكةٍ / أوْ مِن ارتشافِ كوبٍ مِنَ الماء /أريدُ أن أحكي لأي مخلوق / عن موْتَى يقفِزونَ مِنَ النافذة /ويشبكونَ سواعِدَهم وسيقانَهم حوْلَ جسدي/ لا شَكَّ أنهم استيقَظوا /بعْدَ أحلامٍ جميلةٍ /لم يَتذكَّروا مِنها /سِوَى أكوابٍ مهشَّمَة / ومستشفيات / وسرادقات.
هنا كان الشاعرُ حاسماً لدلالة العنوان إنه واجه نوعاً من أنواع الاحتلال، قفز الموتى إليه عبر النافذة، وأحكموا سواعدهم وسيقانهم حول جسده وأرادوا أن يسامروه بأحاديثهم، وهو بدوره أراد أن يشاركنا هذا الحديث، يقول : أريدُ أن أحكي لأي مخلوق/عن موْتَى يقفِزونَ مِنَ النافذة /ويشبكونَ سواعِدَهم وسيقانَهم حوْلَ جسدي.
هكذا كانت دلالة العنوان نافذة إلى عمقه وحاملة معها شفرة السر ومفتاحُ اللغز، والجزء الثاني من الشفرة يتضحُ لنا في الإهداء: إلى "سليمة" التي تمارس العديد كطقس منتشر في الكثير من العجائز في قرى مصر وخاصة في الصعيد رآه الشاعرُ وكأنه يحرضُ الموتى على العالم، لهذا فقصائد هذا الديوان –رغم نثريتها – إلا أنها في جوهرها متشابكة بعمق مع تراث وميراث اجتماعي وثقافي بل وأدبي، وهذا يدفعنا للتساؤل هل النثر في هذا الديوان هو امتدادٌ لرثاء الخنساء وعديد سليمة ؟! أم أنه تعبير عن محنة خاصة للشاعر أثارها هذا التراث الذي تحول إلى طقس يومي يقول الشاعر: إلى سليمة أحمد محمود العَفِي /كلما ضاقتْ عليها الدنيا /تَجلِسُ عندَ السلّم الطيني / تكرُّ غناءَ الجنائز /وتُحرِّضُ الموْتَى على العالم . /فجأةً تقومُ ضَاحكةُ إلى أشغالِها / وبينما تَنفُضُ جلبابَها /تَتطايَرُ ـ مع الترابِ وبعضِ القَشِّ ـ / أوجهٌ وعذابات.
هنا في السطور الأخيرة تتضح لنا محنة الشاعر الخاصة، ولماذا تطاردهُ أوجهُ الموتى وعذاباتهم بينما تقوم سليمة ضاحكة إلى أشغالها بعد ممارسة طقسها؟
كانت معاناة الشاعر تبدأ مع وجوه الموتى وعذاباتهم، ربما كانت هذه هي بداية الرحلة الروحية الشاقة التي أسفرت عن أربع وعشرين قصيدة قسمت على خمسة أقسام كل قسم له عنوان مختلف وهم (طُعمٌ لاصطياد الروح 4 قصائد ، رفرفة العصافير 4 قصائد ، رموز في سلة خضار 7 قصائد ، جنازة هادئة 8 قصائد وختام قصيدة واحدة )
ولاشك أن هذا التقسيم يشي بوعي خاص للشاعر، دفعه إلى تصنيف القصائد على هذا النحو رغم أن الموتى وآثارهم يسيطرون بشكل كبير على معظم قصائد الديوان، فهناك لاشك ملامح ورؤى متجانسة تطرحها قصائد كل قسم تجعله مختلفاً عن غيره، وهذا ما سوف نتتبعه في السطور القادمة.
2ـ ملامح الرحلة في مجاز الموت
يبدأ الشاعر رحلته برؤية مجازية لواقع يحتفي بالموت بدلاً من الحب، بمجاز مفارق يتنقل بنا في عيد الحب ليقابل قاتلاً لكنه كان ساخراً من آلة القتل منتصراً للحياة يقول : "في عيدِ الحُب/لم ألتقِ إلا بقاتلٍ/يَفُكُّ بندقيتَه/ويَغسلُها بالزيتِ والقَسوَة/يُطهِّرُ الفوَّهَةَ مِنَ الصرخات والزنادَ مِن تَطَفُّلِ الندم. / لا يَنسَى أبدا/ فَراشةً غافلته في ليلةٍ كهذِه /ونامتْ في فِراشِ طَلقَة. "
هنا الفراشة تغافل القاتل، والحياة تغافل الموت فتهدد عرشه، وتزعجُ آلته يقول : "كادَ يَخسَرُ صِيتَه/حين ضَغَطَ على الزِّنَادِ /فانْطَلَقتْ فَرَاشة /ابتَسَمَ القتيلُ /لرفرفةٍ قبًّلتْهُ في الظلام
وعَبَرَ الكَمينَ بقلبٍ سَليم. "
هكذا برغم الموت ترفرف قبلة الحب، ويبتسم القتيل ساخراً من جبروت القاتل، وهكذا تستمر هذه الروح المقاومة عبر القسم الأول من الديوان لتعيد تأويل الفقد والألم وتنتصر للحلم والحياة، ففي قصيدة " نقارة في يد مجذوب " يجعل للساق المبتورة لصديقه أفضلية على الساق السليمة بل وعلى أعضائه الأخرى، فهذه الأعضاء ما زالت باقية في واقع مظلم والثانية تحلقُ مع الملائكة في الجنة:
فَمُكَ مَعَنَا/ عيناكَ مَعَنَا/لكنَّكَ مع ساقِكَ المبتورةِ/وهي تَنامُ وحيدةً مع غُرَباءَ /جاءوا بكاملِ أعضائِهم./هل تَحسدُها/ لأنها سَبَقَتْكَ إلى رؤيةِ الملائكة ؟/أَمْ تَخشى نداءَها على أشقَّائِها ؟ لكنهُ مع هذا لا يغفل أن يرصد ألم الواقع في حادثة نعدها مأساة، ولكنه رصدٌ لا يخلُ من سخرية لاذعة وألم يتألقُ بالمجاز حين يقول:
ماذا سَتَفعَلُ الآنَ/ بالفَرَاغِ الذي /بَتَروا ساقَكَ اليُمْنَى /وتَركوه يَنبضُ /مثلَ نقَّارةٍ في يَدِ المَجذوب ؟ أو حين يقول :
سَتحتَاجُ إلى عُكَّازٍ يا صديقي /لا لتتوكَّأَ عليه / بل لِتَهُشَّ بهِ الناموسَ /وهو يَمُدُّ خراطيمَه/ في فراغٍ بِحجْمِ ساقٍ نَحيلةٍ /يَتمَدَّدُ بالقُرْبِ مِنك /يَحكي ولا يَسمعُه سِواك.
ويمضى في بقية قصيدة الديوان بين رصد ألم الواقع ومأساته وبين قدرة المجاز والخيال على مواجهته، فصديقه الذي مات وكان يعزفُ الناي في قصيدة " ناي في الهواء " لم يأخذ الموت ذكرياتهُ وأثره ولا حتى نايه: أثناءَ دَفْنِه /رأيْنَا نايا يطيرُ في الهواء /ويَدَا تَدفَعُ ظَهْرَ صبيٍّ كان يَنحنِي /لِيَغْرِزَ نايَ عَمِّهِ فوْقَ القبر/ تَنقَّلَ النَّايُ بيْنَ أيدي المُشَيِّعِين/ليَصِلَ بعْدَ أيامٍ إلى الصبي فالجمالُ حي لا يموت يقاوم القبح، ويهزأُ من الألم، ولكن الشاعر ينهي هذا القسم بنبرة أكثر سخرية ، وبأن المجاز والخيال لا يمكنهما وحدهما مواجهة واقع أليم كهذا يقول: "بِجَرْدَلٍ ومقشّة لا يُصلِحُ الآدَمِيُّ ما أفْسَدَهُ /بالرَّكْضِ بعيدا عن بيتِه ./جردلٌ ومقشَّة ؟/رُبَّمَا يَكشِفَانِ بالكَادِ/غطاءَ بالوعةٍ /لم نَنْتَبِهْ لسقوطِنَا فِيها/ونَحْنُ نَبارِزُ العالَمَ /في أزقةٍ بعيدة. "
3ـ المجاز والسخرية
هكذا تحرك الشاعرُ في ديوانه راصداً التفاصيل الصغيرة في الواقع في محاولات دءوبة لتقديم رؤية جديدة بالمجاز في القسم الثاني رفرفة العصافير كانت حضور الموتى يمارسُ طغيانه في قصيدة الموتى يقفزون من النافذة، والأشياء تبوح بآلامها في قصيدة منديل ورقي يقول على لسان المنديل: أَخرُجُ مِن بيْتِي/ ليبصُقَ أحدُهم في وجْهي/أو يَفركَ رئتيّ /حتى يلمَعَ مقعدٌ أو حِذاء./لو كنتُ مِن خامةٍ أخرى /ـ كأيِّ منديلٍ تقليدي /لجربتُ حَظي في فَرَصٍ كثيرة /كان يُمكِنُني مَثَلا أنْ أدورَ في عُرسٍ مع السجائرِ والشربات /ليُطالِعَ المعازيمُ دَمَ الشرَف/أو أشارِكَ في مَلحَمَةٍ مع العَرَقِ والغُبَار /وأنا ألتَفُّ حوْلَ عُنُقِ موظَّفٍ /يوفِّرُ شيئا لأولادِه بالحِفَاظ على ياقةِ القميص. إن السخرية اللاذعة والمفارقة هي أهم ما يميز الشعرية في هذا الديوان، كما أن الرؤية المغايرة لملامح الإنسان ممزوجة بمجاز حي كان لها حضور طاغٍ وتأثيرٌ مدهش، كما أن السرد عن الذات وأحوالها وعن المحيطين كان لا يخلُ من هذه السخرية في أحيان ولا يخلُ من الألم أحياناً أخرى يقول: عندَمَا كنتُ صغيرا /كانت أُمِّي تَشتمُ النسوةَ /كلما سقطتْ عيونُهُنَّ على لُعَابِي /وعايَرْنَهَا ـ دونَ كلامٍ ـ بِعَبيطِهَا ./أَزُمُّ شَفَتي /ولا أفكِّرُ في شَتْمِ أحد. لا أفكِّرُ في الكلامِ /حتى لا يَخذُلني لُعَابِي فجأة / و أبدو عبيطا . /أشياءُ كثيرةٌ سَتَظُنُّ أن لُعَابِي سَالَ مِن أجْلِهَا /لُعَابِي الذي حفظتُهُ بِصَلابَةِ الزُّهَّاد /لُعَابِي الذي لم أجِدْ ما يَستحِقُّ أن يَسيلَ مِن أجٍلِه /ها هو يَسيلُ بِلا سبب.
4ـ الأشياء والشفرات الخاصة
تبدو الأشياء والموجودات والإشارات ـ التي تمثل شفرات خاصة يعتمد عليها في صنع المجاز وفي تعميق الدلالة ـ حاضرة بقوة في القسم الثالث "رموز في سلة خضار " مثل قُلَّةُ الأبِ، والفراشات، والوشم، والتمثال وغيرها.
يقول في الوشم : أريدُ أسَدَا يا دَقَّاقَ الوشمِ /أريدُه غاضبا، بأنيابٍ حادة/ لا تَلتفِتْ لكوني ضعيفا ولا أحتمِل /ليس هناك ما هو أقسى مِن مغازلةِ الحياة /بصدْرٍ بِلا أسد. /اربطْنِي هُنَا /في تلك الجمّيزة لا تلتفتْ لصراخي وشتائمي/ولو متُّ بيْنَ يديْك /لا تَقُمْ بِدَفْنِي قَبْلَ إتمامِ الوشم.
وفي قصيدة صلاة يقول عن التمثال: قَتْلَى يَبتهِلونَ أمامَ تمثالٍ /أقْلَعَ منذُ زمنٍ عن زيارةِ القَتَلَة.
وعن الفراشة: الرَّجُلُ وراءَ البنت/خائِفٌ مِن سقوطِ المِشْبَك/خائِفٌ مِن دَهْسِ فَرَاشةٍ/يَمشي بِحَذّرٍ وانْتِبَاه/لا يريدُ أنْ يقولَ:كنتُ مِشْبَكا وصِرتُ فَراشةً تحْتَ حِذَائي.
هكذا كان مهتماً في هذا القسم بجمع الرموز في سلة المجاز، واستنطاقها لتصير جزءاً في بناء شفيفٍ محكم ورهيف حتى أنه جعل من الرموز أفعالاً وأقوالاً ومواقفَ يقول: رَمَيْنَا ألْفَ رَمْزٍ في طريقِه/وهو يَبيعُ نَصيبَهُ في قريتِه/أو يُعارِكُ مِن أجْلِ قَرْض/وَوَقَفْنَا نَرْقُبُهُ/وهو يَجمَعُ الرموزَ في سَلَّةِ الخضار/ ما إنْ عادَ مِن دَفْنِ أولادِه.
5ـ المجاز والصورة الغائبة
في القسم الرابع من الديوان يتضحُ جلياً رصده لتفاصيل جنازة من وجهات نظر مختلفة قارئاً بأعين المجاز الصور الغائبة وراء المراسم وبكاء الآخرين وتماسك بعضهم الذي يخفي لوعة وأسى: وَحْدَهُ الموتُ /يُلِمُّ شَمْلَ العائلةِ /ويُرْبِكُ الحَدَاثةَ ,/يَجمَعُ الخُطَى مِنَ الشوارعِ البعيدةِ /ويُفرِغُهَا في حِجْرِك /مثلَ كيسٍ مِنَ الحُمّص.
تَنْتَظِرينَهُ بصبرٍ مسلوخ /لِتَدورَ المراوحُ /ويَختفي الصمتُ والغبار/تَختفي الخنافِسُ والعقارب/كأيِ طالِعَةٍ مِن نومٍ عميق /تُفرِدِينَ العروقَ إلى آخرها / في تلاوةِ القُرْآن /وصمْتِ الجالسين. وفي قصيدة أخرى يبدو وكأن الموتَ لا يحب أن يصنع المفارقة ولهذا فهو مُطَمْئِنٌ ومأمونُ الجانب أليست هذه في حد ذاتها مفارقة؟ يقول: أشقاءُ المرحومِ /في طُمَأنينةٍ كاملة /الموتُ الذي كانوا في انتظارِه /أَخَذَ أوْسَطَهم ورَحَلَ إلى عائلةٍ أخرى /لم يَحدُثْ في تاريخِ البلدةِ /أنْ ماتَ شقيقٌ في عزاءِ شقيقِه /يُمْكِنُ أنْ يموتَا معا/في عَبّارةٍ غارقةٍ /أو قِطارٍ مُشتَعلٍ /أو بيتٍ منهارٍ /لكِن تاريخ البلدةِ /يخلو مِن شقيقٍ ماتَ في عزاءِ شقيقِه /هلْ يُغيِّرُ التاريخُ طَبْعَه مِن أجْلِهم ؟ أشقَّاءُ المرحومِ /يَتَنَفَسونَ بشكلٍ أفضلَ /وهُم يَتَلَقونَ العزاء.
وفي القسم الخامس قصيدة واحدة هي الختام فيها يصل الشاعرٌ إلى نهاية رحلته فيما يشبه المراجعة التي لا تتوقف عن طرح الأسئلة في محاولة مجابهة الرؤى الملتبسة والشائكة التي رآها في رحلته عبر الواقع المؤلم والمجاز الشفيف والموت الحاسم يقول: أسيرُ مِثلمَا يسيرُ أيُّ ميتٍ /ببطءٍ وبِلا اكتراث /لا بالأقدامِ التي تَلْهَثُ /كي ما تَعثُرَ على ما يُعينُها على اللهاث /ولا بالشوارعِ التي تَئِزُّ وتَنحَني /وتوشِكُ أنْ تنهار/لا أحاوِلُ العثورَ على تفسيرٍ /لاستحالةِ أنْ يَحيا الخَلْقُ بِلا عداواتٍ /ولا أجِدُ مُبرِّرَا للسؤالِ /عن سِرِّ بقاءِ الأقنعةِ والأكثرِ توحُّشا/لا أجِدُ مُبرِّرَا لأيِّ انشغالٍ بالآخرين /كأيِّ ميتٍ يَنبغي ألا أفكِّرَ فيما هو أكثر مِن خسائري ورعايةِ الطحالبِ التي تنمو حولَ جروحي /أو تّفَقّدُ الذينَ أحببتُهم/ دونَ أملٍ في أنْ يَرَوْني حتى قاتِلِي/تَوَلَّى عن حُسْبَاني /مُذْ أصبَحَ لا يتوقَّفُ عن جرعِ الماء/وهو يُبصِرُني بجوارَ الثلاجة أشيرُ إلى موضِعِ خِنجرِه.
في نهاية الرحلة لا يمكنني أن أجزم أن الشاعر انتصر إلى الواقع المشوه أم إلى المجاز الجميل؟! هل انتصر إلى الموت أم إلى الحياة ؟! ولكن المؤكد أنه انتصر للشعر وللسخرية !!!!
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
الصورة الشعرية في الشعر العامي ، ترتكز على الانزياح الفني ، لاسيما في قصيدة النثر العامية ؛ لأنها تهتم بتحقق...
كم شغلت حقيقة الموتِ الفلاسفة، ومضتْ تؤرقُ مجاز الشعراء على مختلف العصورِ، فتحدثَ الشعراءُ عن الموت كمعادلٍ للفقدِ في معظم...
حين تقتني ديوان "البيوت الصغيرة" للشاعر أمجد ريان أحمله برفق وأصغ لنبض حرفه ،فإن كل حرف يحمل في طياته تجربة...
في مجموعة قصائد "تفسر أعضاءها للوقت " ينتقل وليد علاء الدين إلى الضفة الأخرى "قصيدة النثر" الصريحة إلى حد بعيد...