فيديو.. خفض "البصمة الكربونية"..مبادرات وتحديات

"انبعاثات كربونية صفرية ".. هذا الهدف الحيوي تسعى إليه مختلف الأجهزة المعنية عن طريق آليات عديدة، من أبرزها التحكم في البصمة الكربونية من أجل حماية البيئة من الانبعاثات الضارة التي ترفع درجة حرارة كوكب الأرض وتهدده بكثير من المخاطر مثل ظاهرة الاحتباس الحراري التي تسبب التغير المناخي والفيضانات وحرصا على تحقيق التنمية المستدامة .
والبصمة الكربونية ببساطة تعني إجمالي الغازات الدفيئة الناتجة عن الانبعاثات الصناعية أو الخدمية أو الشخصية، ويتم قياسها للحد من الآثار السلبية للانبعاثات. والآن هناك جهة مسؤولة عن هذه المهمة هي المركز المصرى للبصمة الكربونية الذي يقوم بقياس و إدارة انبعاثات الغازات الناتجة من المؤسسات الصناعية و التجارية لتحويل ملف انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى من عبء مالي إلى مصدر دخل حيث يلزم اتفاق باريس الذي تم تبنيه في إطار اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (UNFCC) في ديسمبر 2015 البلدان المشاركة بالحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض، والتكيف مع التغيرات التي تحدث بالفعل، وزيادة الجهود المبذولة لمحاربة ظاهرة الاحتباس الحرارى مع مرور الوقت.
إصدار شهادات البصمة الكربونية
وحول مهام المركز وتحدياته، قال الدكتور عمر غالي رئيس مجلس إدارة المركز المصري للبصمة الكربونية في حديث خاص لموقع أخبار مصر ببوابة ماسبيرو: دورنا إصدار شهادات البصمة الكربونية وتقارير الاستدامة الدورية وقياس مستوى البصمة الكربونية بالمؤسسات والشركات المصرية لمساعدتها على تقليل البصمة الكربونية الخاصة بها من خلال تنفيذ أطر عمل مناسبة لقياس و إدارة انبعاثات الغازات الناتجة من عملياتها الصناعية و التجارية.
و البصمة الكربونية هى نسبة مساهمة الأفراد والمؤسسات فى قدر انبعاثات الغازات الدفيئة والتى تسبب الاحتباس الحرارى، وتسهم الأنشطة اليومية لأى فرد أو مؤسسة بشكل أو بآخر مهما كانت سلوكياتنا صديقة للبيئة، بنسبة ما فى إنتاج نسبة من الكربون.
وأضاف أن كثيرا من المؤسسات والجامعات مهتمة بخارطة طريق الاستدامة لافتا إلى اهتمام جامعة القاهرة وكلياتها بالاطلاع على التقارير الدورية الخاصة بتقليل البصمة الكربونية من خلال مكتب الاستدامة بالجامعة.
وأشار إلى إطلاق جامعة القاهرة مبادرة "محو الأمية الكربونية" لتعزيز الممارسات البيئية المستدامة بالتعاون مع مؤسسة هانس زايدال الألمانية،بهدف تطوير ثقافة خفض الكربون وتشجيع المشاركين فى المبادرة على ابتكار حلول عملية لمواجهة التحديات البيئية بالإجراءات والتدابير للحد من التأثيرات البيئية والمناخية للبصمة الكربونية تحقيقا للتنمية المستدامة.
والاستدامة عبارة عن منهجية تحقق التوازن بين سد احتياجات الأجيال الحالية والعيش برفاهية، والحفاظ على مستواهم الاقتصادي، مع الحد من الإضرار بكوكب الأرض وموارده الطبيعية؛ وذلك احترامًا لحقوق الأجيال القادمة في استخدام الموارد الطبيعية والاستفادة منها.
تجارب دولية ومحلية
وحول أبرز أنشطة المركز لخفض البصمة الكربونية وحماية البيئة، قال د.عمر غالي: قمنا بكثير من الأنشطة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة لنشر الوعي البيئي وإلزام الشركات والمصانع بمراعاة المعايير البيئية والحد من الانبعاثات الضارة والسامة مثل ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان وغيرها والاعتماد على الطاقة النظيفة.
وردا على سؤال عن التجارب دولية التي يمكن تطبيقها بمصر؟ .. أجاب د.غالي :هناك تجارب للاتحاد الأوروبي نسترشد بها مع مختلف دول العالم في تطبيق القوانين.
"تكافل وكرامة وحياة كريمة"
كما أن هناك تجارب عديدة تقدمها الدولة في دعم التنمية المستدامة منها : مشروع تكافل وكرامة لدعم الأسر المصرية بالتركيز على النساء المعيلات، ومشروع حياة كريمة للإطعام والتعليم والتمكين والصحة، واللذان يترجمان الهدف الأول من أهداف رؤية مصر 2030 وهو الارتقاء بجودة حياة المواطن وتحسين مستوى معيشته..
أما الهدف الثاني الخاص بالعدالة والاندماج المجتمعي، فيتم تحقيقه من خلال مشروع تحويشة، الذي يستهدف تنمية الأسرة المصرية.
وعن التحديات التي تواجه المركز ، ذكر أن التحديات تتمثل في مدى التزام الشركات بالتشريعات وتطبيق معايير بيئية معينة للتحول للاقتصاد الأخضر وتحقيق التنمية المستدامة .
4 صناعات مهددة
ونبه رئيس المركز إلى أن عدد من الشركات الكبرى قد يتضرر من أن الدول الأوروبية لن تسمع بدخول 6 صناعات إلا بعد دفع ضريبة وبالتالي صادرات مصرقد تتضرر بقيمة 10مليارات دولار في 4 قطاعات هي (الالومنيوم والحديد والأسمدة والاسمنت) .
وأعرب د.غالي عن تطلع المركز المصري للبصمة الكربونية إلى مساعدة مصر كي تصبح أكثر اخضرارا من خلال تقديم حلول كاملة لتحليل وقياس وتقليل وتعويض غازات الاحتباس الحرارى.
وعن كيفية حساب البصمة الكربونية، يمكن احتساب ذلك نظريا بسهولة من خلال قياس كم الوقود الذي تحرقه السيارة أو الطائرة خلال رحلتها، وكم الغازات المنبعثة نتيجة لذلك، وقسمه على عدد الركاب أو المسافرين.
وتستند أطر عمل المركز المصرى للبصمة الكربونية على بروتوكول GHG الذى يوفر أفضل معايير و مقاييس عالمية لحساب غازات الاحتباس الحراري في العالم من عمليات القطاعين العام والخاص و يعمل بروتوكول GHG على تطوير معايير وأدوات تساعد المدن و البلدان على تتبع التقدم المحرز نحو أهدافها المناخية.
تشريع قوي بمجال التنمية المستدامة
ولفت المهندس ادهم المهدي الخبير في مجال التنمية المستدامة إلى أن طن الورق يخرج ضعف طن الغاز من ثاني أكسيد كربون وقال : تم عمل أسمنت صديق للبيئة لكن زبون البيت لايعرف ذلك ويذهب لأكثر نوع غامق من الأسمنت يصدر إنبعاثات ضارة وبالتالي لابد من نشر الوعي وتطبيق التشريعات لحماية البيئة.
وأكد الخبير في مجال التنمية المستدامة أن المجتمع المصري في حاجة إلى وجود تشريع قوي في مجال التنمية المستدامة والسعي على تطبييقه، بالإضافة إلى تسويق المشاريع المختلفة التي تخدم البيئة كمشروع الاستفادة من غاز ثاني أكسيد الكربون الصادر من الصناعات المختلفة، وتحويله لغازات جديدة ولكن الأمر يحتاج الى تمويل .
ترشيد استهلاك الطاقة وإعادة تدوير المخلفات
وشدد الدكتور عبد المسيح سمعان، الأستاذ بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية جامعة عين شمس، على ضرورة قيام الإعلام بالدور التوعوي للمواطن لترشيد استهلاك الطاقة وإعادة تدوير المخلفات والاهتمام بثقافة غرس الأشجار والمساحات الخضراء.
وأوضح أن هناك مجموعة من الغازات وعلى رأسها ثانى أكسيد الكربون والميثان ومجموعة الغازات الكربونية والكبريتية كلها، تقوم بعمل حزام غازات حول الجزء من الأرض، الذى نتعرض له أكثر كبشر ونعرف من خلاله الظواهر الكونية المرتبطة بنا، ولأن الأشعة القادمة من الشمس طاقتها عالية تخترق الحزام، والأشعة الصادرة من الأرض طاقتها قليلة ولا يمكن لها أن تخترق الحزام وترتد للأرض مرة أخرى ومن هنا يحدث الاحتباس الحراري.
وأشار إلى أن جهود الدولة المصرية لمواجهة التحديات المناخية؛ كاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ واتفاق باريس الذي يهدف إلى مساعدة الدول النامية ب100 مليار دولار، لافتا إلى إصدار مصر التوصية الخاصة بصندوق الأضرار والخسائر في COP27 بشرم الشبخ .
وأكد "سمعان" أن مصر تسير بخطى واثقة في ملف الطاقة المتجددة و منها الطاقة الواعدة وهي الهيدروجين الأخضر، موضحا أنه تم توقيع أكثر من 22 بروتوكول تعاون لمد السفن بتلك الطاقة، فضلا عن الاهتمام بالاستثمارات الخضراء والاقتصاد الأخضر والنقل المستدام .
مبادرة "محو الأمية الكربونية"

وفي السياق، صرحت الدكتورة سهير رمضان المنسق العام لمكتب الاستدامة بجامعة القاهرة، الذي تم إنشاؤه 2020،والوكيل السابق لكلية العلوم لشؤون البيئة وخدمة المجتمع لأخبارمصر بأن مبادرة "محو الأمية الكربونية" تسهم بشكل فعال في نشر الوعي وتعزيز الممارسات البيئية المستدامة داخل الجامعة وخارجها، للتحرك نحو مجتمع أكثر استدامة وبيئة أفضل، مشيرًة إلى أن جميع الفعاليات والموارد المقدمة ضمن المبادرة متاحة مجانًا لجميع المشاركين.
وأوضحت أن مبادرة "محو الأمية الكربونية" تستهدف تحقيق صافي انبعاثات صفرية وتجنب آثار التغيرات المناخية كأحد أهم أولويات الجامعة في المرحلة الحالية باعتباره من أهداف استراتيجية الجامعة كجامعة من جامعات الجيل الرابع وتحقيق رؤية مصر 2030.
وأشارت إلى توعية وتثقيف منتسبي الجامعة حول مفهوم البصمة الكربونية وتأثيراتها البيئية والمناخية، وتعريفهم بالإجراءات والتدابير التي يمكن اتخاذها للحد من هذه البصمة من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وتشجع المبادرة المشاركين على ابتكار حلول عملية مستدامة للتحديات البيئية المحيطة بهم.
ويقصد بمحو الأمية الكربونية تبسيط أسباب وتأثيرات انبعاثات الكربون اليومية لإحداث تغيير حقيقي في الطريقة التي نتعامل بها مع تغير المناخ لأن تطوير ثقافة خفض الكربون أمر بالغ الأهمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بجامعة القاهرة، والمبادرة تتضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات تشمل محاضرات وورش عمل تفاعلية حول البصمة الكربونية، وتأثيرات التغيرات المناخية، وأهمية الطاقة المتجددة والاستدامة، بالإضافة إلي إنتاج مجلة وبودكاست تتعلق بقضايا الاستدامة والتغير المناخي وحلولها.
وقد تم إنشاء المكاتب الخضراء في مختلف كليات الجامعة ومعاهدها بهدف تحقيق بنود الخطة الاستراتيجية للجامعة في الملف البيئي في إطار رؤية مصر 2030.وقد فازت جامعة القاهرة بالمركز الأول بمسابقة أفضل جامعة صديقة للبيئة التي نظمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع أجهزة الدولة المعنية، وذلك للمرة الثانية على التوالي.
أخبار ذات صلة
المزيد من تحقيقات وحوارات
قواعد تنسيق المرحلة الثالثة للجامعات والمعاهد.. في سؤال وجواب
بالتزامن مع بدء أعمال المرحلة الثالثة من تنسيق القبول بالجامعات الحكومية والمعاهد للعام الجامعي المقبل، لطلاب الثانوية العامة بنظاميها (الحديث...
بالفيديو.. عدسة "أخبار مصر" في كواليس المتحف الزراعي بالدقي
مقتنيات نادرة للأميرة فاطمة اسماعيل.. نباتات أثرية وحيوانات محنطة منها حوت عمره مليون سنة وطوله 14 مترا.. تماثيل للفلاحين وأدوات...
بعد توجيهات الرئيس السيسي.. خريطة تطوير الإعلام الوطني.. بعدسة الخبراء
كيف نطور منظومة الإعلام الوطني ونفعل دوره ورسالته بما يواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة في عصر الذكاء الاصطناعي ؟ .. تساؤل...
خلال موجات الطقس الحارة .. كيف تحمي نفسك من الإجهاد الحراري؟
مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف وفي ظل تحذيرات هيئة الأرصاد من موجات حارة قادمة .. تتعالى الشكاوى من...