الأحوال الجوية.. تقلبات وتحذيرات

التقلبات الجوية التي يشهدها الطقس هذه الأيام تثير كثيرا من التساؤلات عن سبب التغير المفاجيء في الأحوال الجوية وهل تعاقب الموجات الدافئة والباردة وتساقط ثلج في بعض المدن طبيعي في فصل الشتاء أم أن المناخ يتغير ؟

وكانت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أطلقت مؤخرا إنذارا بحريا يحذر من اضطراب حركة الملاحة البحرية ليلا على البحر المتوسط وسرعةرياح تتراوح من 50 و 70 كم فى الساعة، مع ارتفاع الأمواج من 3 و 4.5 مترا على مدار 3 ايام من الثلاثاء 31 يناير حتى الخميس 2 فبراير 2023

وتوقعت الأرصاد، تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة و سقوط أمطار قد تصل إلى رعدية في بعض الأوقات خلال تلك الفترة.

كما توقعت الأرصاد سقوط الثلوج على قمة جبل موسى وسانت كاترين خلال الساعات المقبلة، و أمطار خفيفة إلى متوسطة بنسبة 30 % إلى 50% على مدن السواحل الشمالية، ومحافظات الوجه البحرى على فترات متقطعة ، حيث رصدت الأقمار الصناعية تكاثر السحب الممطرة على تلك المناطق.

ظواهر شتوية طبيعية

وبحثا عن تفسير. لتقلبات الطقس؛ صرح الدكتور أحمد عبد العال رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق لموقع أخبار مصر بأن هذه التقلبات الجوية التي شهدتها البلاد على مدار ثلاثة أيام تعد من الظواهر الطبيعية في فصل الشتاء من 21 ديسمبر حتى 20 مارس وتحدث بسبب المنخفضات الجوية الباردة والرياح القادمة من جنوب أوروبا حيث تنشط الرياح الجنوبية الغربية التي تتحول إلى الشمالية الغربية خلال فترة الإنذار على البحر المتوسط وسرعة الرياح من 30 لـ35 عقدة.

وأوضح أن فترة الموجة الدافئة السابفة للموجة الباردة هي فترة تسخين غريبة على فصل الشتاء ناتجة عن الاحترار الحراري في العالم وتحدث نتيجة كتل
هوائية دافئة من الجنوب .

ويرى خبير الأرصاد. أن الطقس بمصر تغير نسبيا في السنوات الاخيرة من حيث درجة البرودة وتساقط مطر غزير في الشتاء وتعاقب موجات الدفء والبرد بسبب التغيرات المناخية في العالم .

زيادة الاحترار العالمي

ووفقاً لتقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، المعنون "الأساس العلمي الفيزيائي"، زادت وتيرة الأحداث المتطرفة على نحو غير مسبوق في تاريخ السجلات، وستستمر تلك الزيادة في المستقبل مع زيادة الاحترار العالمي؛ علماً بأن لكل زيادة في الاحترار العالمي تبعات، مهما كانت ضئيلة.

ووفقاً للتقرير نفسه، فإن "تغيّر المناخ الناجم عن النشاط البشري بدأ يؤثر في عدد كبير من ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة في كل بقعة من بقاع الأرض. وأصبحت الأدلة التي تبيّن التغّيرات في الظواهر المتطرفة، مثل موجات الحر والأمطار الغزيرة والجفاف والأعاصير المدارية، تُعزى إلى النشاط البشري، أوضح وأقوى" مما كانت عليه لدى صدور تقرير التقييم الخامس في عام 2014

المنخفضات الجوية

أما الدكتور محمود شاهين، مدير عام التنبئوات والانذار المبكر بهيئة الأرصاد الجوية ، فاوضح أن عدم الاستقرار في الأحوال الجوية حدث نتيجة انخفاض فى درجات الحرارة على جميع الأنحاء، صاحبه نشاط رياح رفع الإحساس ببرودة الطقس، بسبب ظهور متوالٍ للمنخفضات الجوية القادمة من أوروبا.

ولفت الى أن الحالة الجوية التي عاشتها مصر خلال الأيام الماضية تبدلت من موجة دافئة، لاخرى باردة لافتا أن هناك تغيرا في الكتل الهوائية التي ستتأثر بها الكتل الشمالية العابرة للبحر المتوسط.

تحسن تدريجي

وصرحت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية،لأخبار مصر بأن أغلب مناطق الجمهورية تشهد تحسنًا تدريجيا في الأحوال الجوية، بعد ذروة حالة عدم الاستقرار ، وأن سرعات الرياح تهدأ على أغلب المناطق، ما عدا السواحل الشمالية وبعض المناطق في سيناء.

واضافت أن نشاط رياح على السواحل الغربية، يزيد من الإحساس بانخفاض الحرارة وبرودة الطقس.

واكملت أن الكتل الهوائية القادمة من جنوب أوروبا مرورًا بالبحر المتوسط، وراء تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة على السواحل الشمالية وهذه السحب تحجب أشعة الشمس، مما يزيد الإحساس بانخفاض الحرارة.

وأوضحت عضو المركز الإعلامي بالأرصاد، أن الطقس يتراوح ما بين بارد إلى مائل للبرودة في الصباح الباكر، ومعتدل تمامًا مع تقدم ساعات النهار على محافظات شمال البلاد.

ولفتت إلى استمرار انخفاض الحرارة، حتى منتصف الأسبوع المقبل، محذرة من أن الصغرى تصل على القاهرة إلى 9 درجات، وتتراوح ما بين 6 و5 درجات على شمال الصعيد، وتصل إلى صفر ببعض مناطق وسط سيناء.

وأعلنت أن المناطق الساحلية المطلة على البحر المتوسط وشمال الوجه البحري، تشهد على مدار الـ72 ساعة المقبلة، فرص سقوط أمطار ما بين خفيفة إلى متوسطة، لكنها لن تؤثر على حركة الطرق.

وحذرت من زيادة شدة الأمطار يوم الأحد المقبل لتصبح متوسطة على الإسكندرية، وتمتد فرصها نحو المناطق الداخلية.

ونصحت قائدي السيارات بالقيادة بهدوء والتزام تعليمات المرور لتفادي انتشار الشبورة المائية على الطرق السريعة والزراعية والقريبة من المسطحات المائية والمؤدية من وإلى القاهرة الكبرى .