عند التحدث عن سيد العالمين ، وخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم يعجز اللسان وتتوقف الكلمات، فالرسول الكريم هو بمثابة محيط لا ساحل له ، اختاره المولى عز وجل ولم يتعلم
عند التحدث عن سيد العالمين ، وخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم يعجز اللسان وتتوقف الكلمات، فالرسول الكريم هو بمثابة محيط لا ساحل له ، اختاره المولى عز وجل ولم يتعلم حرف ولا كلمة حتى يعده للرسالة السامية ، وتلك هي المعجزة ، فقد جعله الله سراجا منيرا ليعلم الدنيا بأسرها العلم النافع والعمل الصالح ، عندما خلق الله الإنسان خلقه وعلمه ، وعندما خلق الله آدم علمه الأسماء كلها ، ففي كل رسالة يأتي رسول يناسب علمه الزمن الذي يأتي فيه ، ليختم المولى عز وجل الأديان برسالة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم.
وتحتفل الأمة الإسلامية هذه الأيام بالذكرى العطرة لميلاد خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا الإطار يحدثنا الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية قائلاً لموقع أخبار مصر: إن حياة النبي –صلى الله عليه وسلم- مليئة بالمواقف التي يمكن أن يستفيد منها كل إنسان في مسيرته، فلم تكن حياة مرفهة وإنما شهدت الكثير من التحديات لكن إرادة الله –سبحانه وتعالى- وتمسك النبي بهذه الإرادة وعزيمته القوية في إبلاغ رسالة ربه جعلته يواجه الكثير من الصعاب من أجل تحقيق تلك الغاية، ولذلك فإن النبي لم يستسلم قط وإنما أسلم وجهه لله ولجأ إليه في موقف يتعرض له مع أخذه بالأسباب الدنيوية، كالتخطيط والترتيب والمواجهة.
وأضاف د.عيّاد أن ما شهدته حياة النبي –صلى الله عليه وسلم- من معجزات هو أهم ما يستفاده المسلم من دروس عندما يقرأ سيرة الحبيب ويطلع على ما فيها من عِبر ودروس، خاصة وأن تلك المعجزات التي وقعت له في مراحل متفاوتة من حياته تؤكد نبوته وتكشف حقيقة أن هذا الكون له إله يدبر أمره ويدير شئونه، كما أنها خير رد على كل من حاولوا ويحاولون إنكار وجود الله أو تشويه صورة نبيه الكريم.
ذكرى تحيينا قبل أن نحييها
وأوضح الأمين العام أننا وإذ كنا بصدد الاحتفال بهذه الذكرى العطرة فلابد وأن نكون على قدر المسئولية التي أولاها لنا نبينا صلى الله عليه وسلم في إكمال المسيرة والزود عن دين الله ونشر القيم والفضائل التي أمرنا بها، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما خاطب الناس بيّن لهم أن الدين كله في حسن معاملتك لغيرك عندما قال "الدين المعاملة"، ومن هنا فإن الاقتداء بسلوك النبي وقيمه وأخلاقه هو من أعلى مراتب الاحتفاء بذكره مولده التي كانت سببًا في إخراج البشرية من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الإسلام.
وأشار عياد إلى أن دراسة شخصية النبي في مراحل حياته منذ طفولته وحتى وفاته، هي فضيلة عظيمة في الدنيا والآخرة فمن يتعرض لحياة النبي يدرك جيداً قيمة تلك الحياة المليئة بالصعاب ودورها في أن يصل إلينا الإسلام دون عناء أو تعب، ويقدم لنا على طبق من ذهب ،فيأتي دورنا في الحفاظ عليه من كل محاولات النيل منه وهدم أركانه، بل ويأتي الدور الأعظم في التحلي بآدابه وتقديم صورة طيبة تقضي على تلك الصورة المشوهة التي حاول البعض إلصاقها بديننا الحنيف وهو منها براء.
دعوته خالدة
ويقول الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء:علم النبي الكريم الدنيا كيف يكون العلم ثمرة نافعة للعالمين ، لرسول بلا علم لا ينتفع به ، والمولى عز وجل علم نبينا وقال :"وقل ربي زدني علما ". لم ولن يوجد في تاريخ الإنسانية من نقلت حياته وتفاصيلها وفي شؤون الحرب والحياة الخاصة ، نقلت بادق طرق النقل وهو علوم الحديث ، وتم توثيقها لانه خاتم رسل الله ، لأن دعوته خالدة باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
كان ميلاد الرسول سعادة للبشرية ، وشاء القدر أن يموت أبوه وهو في رحم أمه لحكمة عليا شاؤها المولى عز وجل ، حتى لا يقال إن دعوته أثر عليها أب أو أم أو جد .
ومنذ ولادته وحياته التي أخرجت الناس من الظلمات إلى النور ، زمن الجهل إلى العلم ، بين صلى الله عليه وسلم مكانته ، حين قال انا سيد ولد آدم وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع في بيان أمره الله أن يبين منزلته لأمته ، فجدير بنا أن نهتدي ونقتدي بهداه .
وقد وقف عمر عندما لحق الرسول بالرفيق الاعلى راح يقول بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لقد كان جزع تخطب عليه فلما كثر الناس اتخذت مكبر فبكى الجزع حزنا منه على تركك له .لقد اتبعك رغم قصر عمرك أكثر من من اتبع نوح رغم طول عمره.
وأكد د.عمرهاشم أن الاحتفاء بخاتم الأنبياء والمرسلين ليس لكونه صلوات الله عليه وسلم منسي بيننا، بل هو منة من الله تبارك وتعالى، حيث قال:" هو الذي من الله به علينا، فقد كانت نعمته فائقة لسائر النعم، فكان قبل خلق آدم وبعد أن أوجد الرسول ورفع الله ذكره ،فقال النبي: لا أذكر إلا ويذكر اسم رب العزة معي ، مشدداً على أنه لا تمر لحظة إلا تصدح مآذن الإسلام شاهدة لله تعالى بالوحدانية ولرسوله بالشهادة .
وعن معنى الإسلام وختام الأديان يحدثنا فضيلة الأستاذ الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على أروقة الأزهر الشريف ،قائلاً :
إن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم هي نفس أخلاق الرسل والأنبياء إخوة ، إلا أنهم من أمهات مختلفة ، فهم إخوة في الدين والعقيدة وما من نبي إلا أتى بالإسلام ،
وقد برهن القرآن الكريم على ذلك ، فجميع الأنبياء كانوا مسلمين منذ عهد آدم عليه السلام إلى يومنا هذا.
ومعنى الإسلام هو الانقياد لأوامر الله تبارك وتعالى ، والتسليم لما يأمر به ، فما من نبي إلا وسلم بأمر الله ، وبلغ ما أوحى به المولى تبارك وتعالى إليه ، فلا فرق بين نبي أو نبي آخر إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء وإمامهم ،فقد أمهم عليه الصلاة والسلام ليلة الإسراء والمعراج كما ورد في الصحاح .فقد جاءت جميع الأديان برسالة واحدة ، وهي سعادة البشرية وإسعادها دنيا وآخرة ، وهذا لا يكون إلا إذا استقرت الأخلاق في نفوس الناس ، حتى أن الشعراء تحدثوا في ذلك وقالوا إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ، أي ضاعوا فلا حضارة ولا قيم لهم فقد جاءت كافة الأديان بالأخلاق جميعاً ، وحينما بدأت الناس تتمرد على الأخلاق ، جاء الرسول صلى الله عليه وسلم وقال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، فقبل مجيئه عليه الصلاة والسلام كان الناس قد انحرفوا عن منهج الله ، وكان الظلم يعم البلاد في كل مكان ، وكان العالم يخضع لدولتين كبيرتين يتحكما في العالم هما دولنا الفرس والروم ، تماما كما نرى في زماننا الحالي أن هناك دولا كبرى هي التي تتحكم في العالم ، وكان الظلم يعم البلاد شرقاً وغرباً ، حتى وصفه أمير الشعراء احمد شوقي قبيل ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ،قائلاً: كسرى يعم في المشارق ظلمه ، وهرقل منه في المغارب أظلم ، والناس بين القيصرين كأنهم غنم على تلك الذئاب تقسم.
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فمنع الظلم ونشر العدل ، وطالب الناس بالرجوع إلى أخوتهم الإنسانية وهي أنهم خلقوا من ذكر وأنثى ، فالاديان جميعها ، والأنبياء جميعاً ما جاءوا برسالات تكون بريد للحروب أو الإقتتال ، وإنما جاءوا بريدا لإرساء الأخلاق والقيم في المجتمعات ، ولذلك فإن من ينسب الإرهاب إلى الأديان، فإنه مخطئ ، لأن الإسلام الذي جاء به جميع الأنبياء هو الذي دعا إلى السلم والسلام ،فمثلاً سيدنا عيسى عليه السلام جاءت موعظة الجبل لتدل على أنه جاء بالسلام وأمر بالمحبة ، حينما قال طوبى لصانعي السلام في العالم ، أي أنه يدعو لمن يقيم السلام على الأرض.
أما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقد تلا علينا قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ، ولذلك صار صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه من المؤمنين والمسلمين عبر التاريخ صاروا يدعون إلى هذه الدعوة وهي نشر السلام والأخوة بين الناس حول العالم .
ونجد آخر نموذج لنشر السلام حول العالم هو النموذج الذي وقعه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف مع البابا فرانسيس بابا الفاتيكان في دولة الإمارات ، وهو وثيقة الأخوة الإنسانية ، ولو قام العالم بترجمة تلك الوثيقة في جامعاته ومدارسه ومعاهده لانتشر السلم والسلام في العالم أجمع ، فالوثيقة تبحث عن نقاط الالتقاء بين أصحاب الديانات المختلفة ليجتمع عليها الجميع ويعيشون في سلام .
فما أحوج العالم اليوم إلى إرساء قواعد السلام ، والبعد عن صراع الحضارات واستبداله بحوار الحضارات ، وهو ما يقوم به الأزهر الشريف بقيادة إمامه الأكبر حفظه الله.
ورداً على سؤال :كيف نحصن أنفسنا وأبنائنا بالإيمان ؟
أجاب الدكتور عبد المنعم فؤاد :طالما وقع الإنسان على عقد الإيمان بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم وآمن وصدق بالرسول والكتاب كتابا من عن الله عز وجل ، فعليه أن يترجم هذا الأمر إلى واقع، فيجب أن نبدأ من الأسرة والبيت ،فيجب ألا نلقي بأولادنا إلى من يعلمهم أخلاقيات وقيم غريبة لا نعرفها ولا نعلم مصدرها ، وهنا يكمن الخطر ، فلابد من مراقبة الآباء لأبنائهم مراقبة بدبلوماسية راقية إن صح التعبير ، وليس عن طريق التهديد إنما عن طريق تحفيز الأبناء وترغيبهم في عمل الخير ، فإذا كان الأب وابنه في الطريق ووجد من يحتاج إلى المساعدة ، يجعل ابنه هو من يقوم بمساعدة هذا المحتاج كي يتعلم بشكل عملي فعل الخير ، والتعود عليه ، فينشأ الترابط والتراحم بين أفراد المجتمع ، وتنشأ القيم .
أيضاً يجب على الأم قبل أن تهتم بذهاب الأبناء إلى المدرسة في الوقت المحدد ، يجب أن تحرص على أن يؤدي هؤلاء الأطفال واجبهم نحو ربهم ، وتعليمهم الصلاة قبل النزول من المنزل ، وفي المدرسة أيضاً يجب أن يصلي وقت الصلاة مع زملائه ومدرسيه ، فلو تم الاهتمام بأمور الدين كما نهتم بأمور الدنيا لاستقامت الحياة ، لكن الوزن الديني حالياً هو ضعيف جداً ، ومن هنا تقع المسئولية على الآباء والأمهات ، فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال :"علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها بعشر ".
ولم يوكل مسئولية تعليم الأبناء إلى غير الآباء والأمهات ، قائلاً كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالأب راع وهو مسئول عن رعيته ، والأم راعية وهي مسئولة عن رعيتها ، وحتى يعود المجتمع إلى التضامن وإلى تلك اللحمة بين أبناء الوطن الواحد نحتاج إلى ثورة أخلاقية وتجديد للقيم الأخلاقية.
التواضع من أخلاق الرسول صلى الله عليه
ومن أخلاق رسول الله ﷺ أنه كان يتحلى بالتواضع ، وكان أبعد الناس عن الكِبر فلا يتعالى على أحد ، وكان يجلِس على الأرض، وعلى الحصير، والبِساط، فعن أنس قال: "كان النبي ﷺ إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم يُرَ مقدِّمًا ركبتيه بين يدي جليس له" . صلوات ربي وتسليمه عليك يا رسول الله.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
القطاع الطبي في جامعة طنطا.. من العلامات البارزة .. والذي حقق الكثير من النجاحات خلال فترة زمنية وجيزة.. سواء على...
ظل التحنيط أحد أهم أسرار الحضارة المصرية القديمة وشهد عدة محاولات لفك شفرة هذا اللغز الذى كان السبب وراء حفظ...
"صيانة اللوحات الإعلانية" على الطرق أصبحت ضرورة ملحة بعد مصرع شخص وإصابة 4 أخرين إثر سقوط لوحة إعلانات ضخمة على...
في إطار احتفالات جامعة طنطا الممتدة باليوبيل الذهبي بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشائها .. والتي أصبحت واحدة من أكبر...