فيديو..روح نصر أكتوبر.. مفتاح الانطلاق للجمهورية الجديدة

ملحمة وطنية جديدة ومعركة عبور للمستقبل تشهدها مصر، في ظل الاحتفال بالعيد الـ49 لانتصارات حرب العزة والكرامة، التي جسدت أروع البطولات ومازالت أسطورة تدرس في كبرى

ملحمة وطنية جديدة ومعركة عبور للمستقبل تشهدها مصر، في ظل الاحتفال بالعيد الـ49 لانتصارات حرب العزة والكرامة، التي جسدت أروع البطولات ومازالت أسطورة تدرس في كبرى الأكاديميات العسكرية بالعالم.

وتستلهم معركة البناء والعبور الآمن للجمهورية الجديدة عناصر قوتها من وحي روح نصر أكتوبر ودروسها لنبني مصر الحديثة، بمشروعات قومية تنموية عملاقة تستحق وصف المعجزة.

مفاجآت الحرب


ومن بين أبرز أبطال هذا النصرالمجيد، اللواء الدكتور محمد ربيع مصطفى، مهندس الصواريخ المضادة للدبابات "م. م. م. د"، ابن قرية ميت رومي التابعة لمركز دكرنس بالدقهلية والذى التحق بالجيش المصري في عام 1968 كجندي بسلاح المدفعية، وأثناء ذلك تقدم للدراسة بالمعهد الفني للقوات المسلحة، وتفوق في دراسته بالسنة الأولى، فتم اختياره لبعثة دراسية في الهندسة العسكرية بالاتحاد السوفيتي سابقا بمجال علوم الصواريخ، في إطار إعداد كوادر مدربة على استخدام الأسلحة الجديدة، استعدادًا للحرب.

وتولى اللواء ربيع مهمة الإشراف على إصلاح وصيانة واختبار معدات منظومة الصواريخ المضادة للدبابات، وذلك عقب خروج الخبراء الروس في عام 1972، وقبل العمليات العسكرية، تم إلحاقه بورش الأسلحة والذخيرة قسم صواريخ، ثم انضم لإحدى الوحدات الرئيسية المشتركة في الحرب.

وكان دوره المراجعة الفنية لكل معدات الصواريخ، واختبارها قبل إمداد الجنود بها في ميدان المعركة، معتبرًا أن عنصر التأمين الفني ورجال الوحدات المضادة للدبابات كانوا من مفاجآت الحرب التي حققت النصر.


وعن التخطيط للنصر، قال مهندس الصواريخ لموقع أخبار مصر:"كنت جنديا فى الفرقة 3 باللواء 39 بسلاح المدفعية بقيادة "العقيد أبو غزالة " وقتها عام 1968 وكنت خريج المعهد العالى الصناعى وبعد تدريب على الرماية بالذخيرة الحية طلب منا "المشير أبو غزالة " نطلع ننصب مصيدة للفئران على الشاطىء الغربى لقناة السويس وكنا ننصب مدافع مضادة للدبابات لأنه لم يكن هناك حائط صواريخ لصد ضرب الطيران.

ثم قدمت فى الكلية العسكرية وبعد سنة تم إرسال العشرين الأوائل فى بعثة دراسية لدول الاتحاد السوفيتى السابق ودرست الهندسة العسكرية فى أوكرانيا بأوديسا 3 سنوات واتعلمت علم الصواربخ من 1970-73 19 وبعد طرد الخبراء الروس عام 72 من مصر كنت أمتحن بروسيا وكلمونى بطريقة تحدى "ورينا ازاى هتحلوا محلنا ".. فقلت "إذا لم نشغل مكانكم من يشغله وأنتم من علمنا إلا اذا لم تكونوا أمناء فى تعليمنا " فاعتذروا وتعللوا بغضبهم لطردهم من مصر ونجحنا فعلا فى شغل مكانهم بجدارة.

أكمل :وكان لنكسة 1967 نتائج سلبية و ايجابية من جيش مهزوم ونفسية مدمرة واقتصاد متدهور لكن عندما تصدت قواتنا لمحاولة دخول القوات الاسرائيلية بورفؤاد قبل نهاية يونيو ثم دمرنا المدمرة إيلات فى اكتوبر وأغرقناها وعلى متنها 300 من طلبة البحرية الإسرائيلية بصاروخين بتكنيك يطبق لأول مرة بدأنا نستعيد قوتنا وبدأت قوات الاستطلاع تكشف أسرار العدو وقوات الصاعقة والبحرية تمسك أسرى ورفعنا شعار: لاصوت يعلو فوق صوت المعركة"، و"ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة "طوال فترة حرب الاستنزاف وركز الرئيس الراحل أنور السادات الذى تحمل الكثير على أعداد الجنود وتحديث الجيش بمساعدة الاتحاد السوفيتي وكنت من أول جنود المؤهلات العليا الذين تم تدريبهم على المعدات الحديثة والاهتمام بعناصر التأمين الفنى وصيانة الاجهزة والتجهيز لهدم خط بارليف العظيم المكون من 35 نقطة حصينة وخلفه منصة دبابات ومقر القيادة الاسرائيلية وتحته خزانات نابالم وارتفاعه 20 مترا رغم ما كان يروج من عدم هدمه إلا بضربة ذرية تدمر الجميع ولا ننسى هنا أمير الشهداء ابراهيم الرفاعي وأهل سيناء المخلصين.

النصر لم يكن وليد الصدفة

وأكد مهندس صواريخ نصر أكتوبر  أن النصر لم يكن وليد الصدفة ولكن كان حقا بمثابة الضربة الذرية من حيث الإعداد الجيد والتخطيط والتدريب والتنفيذ وتأهيل الجنود والمعدات والأم والإرادة السياسية والعسكرية والسرية التامة.

واسترجع بطل الحرب ذكريات يوم المعركة ،قائلًا: لم نكن نعلم موعد الحرب، وكنا نتلقى تدريبات مستمرة على العبور، ومن عوامل النجاح عنصر الخدعة الذي انتهجه الثعلب الذكي الرئيس الراحل السادات مع اليهود، وجعلهم لم يتوقعوا قيام الحرب، وفي الثانية عشر ظهرًا حضر القائد وأبلغنا بالاستعداد لبدء الهجوم.

وتذكر أنه الساعة 2 ظهراً و5 دقائق ضرب الطيران المصري كل مراكز القيادة الإسرائيلية فى سيناء ونجح الدفاع الجوى فى إسقاط اليد الطولى لطيران العدو ونجح 80 ألف جندى خلال 6 ساعات فى عبور خط بارليف بالقوارب المطاطية ومعهم السلم الحبلى وماكينات تجريف الرمل لإحداث ثغرات ونصب كبارى لعبور القوات داخل سيناء.وخلال 6 ساعات احتدمت الحرب لحين إحداث الثغرات وفوجئ العدو بأن لدينا مقذوفات موجهة مضادة للدبابات وتم تدريب العامل الموجه على الرماية بالصواريخ ومعه صندوق تحكم صغير وصاروخ وزنه 10 كيلو جرام ومداه 3 كيلومترات وطوله 86 سنتيمترا وتم التصدي لدبابات العدو.

سيمفونية عظيمة تخطت الصعوبات


وتابع اللواء ربيع :نجحنا فى استرداد سيناء عام 1982 ما عدا طابا وبعد التفاوض بفضل خبراء عظام نجحنا فى استردادها عام 1989.

وتمكن الثعلب الذكي من استرداد سيناء وعقد اتفاقية كامب ديفيد للسلام وكانت الحرب سيمفونية عظيمة تخطت كل الصعوبات ويمكن استلهام عناصر القوة والتحدى منها فى بناء الوطن تحت قيادة البطل الرئيس السيسى حامى مصر من الأخونة.

واستطرد : بعد تحرير الأرض وفترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك بما له وما عليه ،ولا ننسى أنه صاحب الضربة الجوية الأولى بحرب أكتوبر، حدث ما يسمى بثورة 25 يناير وسط مؤامرات غربية وحكم الاخوان مصر لمدة عام وكادت الدولة تسقط حتى منح الله مصر بطلا من السماء.. الرئيس السيسى ..حمل روحه على كفه وقرر حماية الوطن واستئناف مسيرة التنمية ومعركة البناء.

العبور للجمهورية الجديدة

ويرى مهندس الصواريخ أنه من أجل بناء الوطن وتحقيق التنمية المستدامة حتى نحفظ خيرات ومقدرات البلد للأجيال القادمة لابد أن نستلهم روح أكتوبر ونتعلم من دروسها بمعنى أننا حققنا النصر بأقل الامكانيات و بأسلحة قديمة مثل دبابة تي 34 ويمكنا الآن أن نحقق العبور للجمهورية الجديدة بالتعاون والتلاحم بين الحكومة والشعب والتركيز على الأولويات والبنية التحتية وترشيد النفقات فى ظل ظروف عالمية صعبة من جائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وإصلاح اقتصادي.

وقال اللواء ربيع إن روح أكتوبر تعنى العزيمة والقوة والارادة والتلاحم والتخطيط الجيد والتدريب الجيد ومراجعة الخطط والتدريب والتنفيذ الجيد والهمة والحماس لإنجاح مشروعات التنمية فى مختلف المجالات مثل: حياة كريمة و تكافل وكرامة و100 مليون صحة والقضاء على فيروس سى وتوريد علاجه للعالم وقناة السويس الجديدة التى صارت من مصادر الدخل القومى ومشروعات الإسكان الاجتماعى والقضاء على العشوائيات وتأهيل المناطق الخطرة من خلال :" "الأسمرات1 و2 و3" و"أهالينا 1و2" و"المحروسة 1 و2" و"روضة السيدة 1 ".وبناء جامعات جديدة حكومية وأهلية وخاصة ودولية وطرق وكباري وأنفاق والانتقال للعاصمة الإدارية للخروج من زحام واختناق القاهرة والقطار الكهربائي ومشروع العلمين لتعمير الساحل الشمالى والشاطىء الشرقى لقناة السويس لإقامة منطقة استراتيجية للعالم كي تتمكن السفن من الحصول على ما يلزمها من سولار وغاز ويتم تصليحها وغيرها من مشروعات قومية كبرى.

ويرى مهندس الصواريخ أن روح أكتوبر ماثلة بالفعل فى التخطيط الجيد الذى مكنا من اجتياز جائحة كورونا وعدم المعاناة من أزمات غذائية خلال الحرب الروسية الأوكرانية حيث تم إقامة صوامع لحماية الأرز والذرة من التلف فى الشونات وتم توصيل المياه لسيناء وزراعة المليون ونصف المليون فدان بالمياه الجوفية بنظام التنقيط لمواجهة أزمة المياه بل وظهرت مياه فى توشكى وغيرها.

ودعا الشباب الى التكاتف مع القيادة والحكومة والأسرة لدعم معركة البناء والتعلم من تحدى النصر والحفاظ على الممتلكات العامة فى المدرسة والشارع والاتوبيس والجامعة والتحلي بالأخلاق الكريمة مثل النظافة وإماطة الأذى عن الطريق ومحاربة التنمر والتحرش وعدم الانسياق وراء شائعات الانترنت والسوشيال ميديا والإبلاغ عن الفساد والاخلاص فى العمل.

وأعرب د.ربيع عن استعداده وجميع أبطال النصر للتعاون مع وسائل الإعلام ووزارات الثقافة والتعليم العالى والرياضة والشباب ونزول المدارس والجامعات ومراكز الشباب لتوعية الشباب وتلقينهم دروس النصر.

كما أشار الى عمله مرشدا بعد حصوله على ماجستير فى التاريخ والاثار ليسهم فى شرح التاريخ والبطولات للسائحين والترويج للآثار المصرية.

معدن الإنسان المصري


وقال المؤرخ العسكرى د. أحمد على عطية الله رئيس جمعية أصدقاء المحارب للتنمية للموقع :تاريخ مصر سلسلة من النضال والكفاح متصلة الحلقات ..ففى حين تحتفل مصر هذا العام بالذكرى الـ 49 على نصر أكتوبر المجيدة تشرع الآن فى بناء جمهوريتها الجديدة التى تضعها فى مصاف الدول الكبرى التى يشار اليها بالبنان ، ونجد العنصر المشترك فى ذلك هو الانسان المصرى ..صلب العود ،قوى الارادة و قابل التحدى ..المتطلع دائما الى السمو والرقى والريادة كما هى طبيعته على مر العصور . متخذا من روح أكتوبر دافعا له الى الأمام.

معركة "رأس العش"

وأضاف : إذا نظرنا الى ذلك الإنسان المصري في حقبة أكتوبر 1973 وما أحاط بها من أحداث نجد أن هذا الإنسان المصرى تمثل فى ذلك الجندي الذى ظهر معدنه الأصيل عندما تمكن بعد أسابيع قليلة من النكسة فى يونيو 67 من الانتصار على العدو فى معركة "رأس العش" ومنعه من دخول بور فؤاد والاستيلاء عليها ولم يكن قد خمد بعد غبار المعركة وبالتحديد يوم 30 يونيو 1967م عندما استطاعت فصيلة من الصاعقة فى حدود 20 مقاتلا التصدي لسرية من مدرعات العدو.

هو المقاتل المصرى الطيار الذى استطاع قبل مضي شهر واحد على النكسة فى يومى 14 و15 يوليو بعدد قليل من الطائرات شن هجمات عنيفة على مواقع وتجمعات العدو فى سيناء وإحداث خسائر كبيرة دعت موشى ديان لأعطاء أوامر لقواته بالابتعاد الى ما وراء خط المضايق على بعد حوالى 50 كيلومترا من الضفة الشرقية للقناة .. هو ذلك الجندي الذى تمكن قبل مرور عدة شهور من النكسة فى شهر اكتوبر 1967 من تدمير واحدة من أكبر قطع الاسطول الاسرائيلي فى مواجهة بورسعيد حيث استطاع قارب طوربيد مصرى صغير تدمير مدمرة حربية ضخمة بما تحمله من أطقم صواريخ ومدفعية وقنابل أعماق ورشاشات وغيرها مما أبهر العالم ، وتم التعديل فى استراتيجيات العلوم البحرية فى العالم.

وأكمل :ذلك الجندى المصرى الذى ظهر جوهره فوق جزيرة " الجزيرة الخضراء" بخليج السويس حينما تمكنت معدة دفاع جوى من التصدي لقوات العدو الخاصة التى تفوقها عددا وتسليحا عدة أضعاف ولن تمكنها من احتلال الجزيرة فى عام فى 21 من شهر يوليو من عام 1969..الجندى المصرى الذى استطاع أن يدمر ميناء إيلات الحربى على خليج العقبة فى عملية فدائية جسورة قامت بها مجموعة من ضفادعنا البشرية أذهلت العدو..

وتابع :ذلك الجندى المصرى الذى ظهر جوهره فوق جزيرة شدوان .. تلك الجزيرة الصغيرة التي حاول العدو الاستيلاء عليها مستخدما فى سبيل ذلك قوات كثيرة العدد والتسليح .. ضد قوة صاعقة مصرية صغيرة تمسكت بموقعها على ظهر الجزيرة بكل بسالة وفدائية و لقنت العدو الذى أسكرته نشوة انتصاره الخاطف درسا كبيرا فى 21 من شهر يوليو من عام 1970.

وأكد : نعم كانت ثقة الشعب المصرى كبيرة بقواته المسلحة .. وفى الجندى المصرى ابن هذه الأرض الطيبة .. والذي يشهد تاريخه بالانتصارات على الرغم مما يعلمه عن قوات العدو وتسليحها الحديث الذى كانت تحصل عليه من أمريكا وأوروبا الغربية.

وكان إيمان الشعب أكيد بالنصر المرتقب بالرغم مما كان يصيبه العدو من نيران أسلحته على مدن القناة وتهجير أهلها منها الى داخل الوادي وأصبحت تلك المدن أطلالا وخراباً.. ثم جاءت بعد ذلك حرب اكتوبر 1973 التي أظهرت قدرة المصرى قائداً وجنديا على التخطيط والتدريب والتضحية فى ميدان المعركة لتنفيذ المهمة . وجاء النصر مبهرا تحدث عنه العالم ودرست معاركه بأعتى الأكاديميات العسكرية فى العالم.

دحر شوكة الإرهاب

ومازال الجندى المصرى بنوب عن العالم فى دحر شوكة الارهاب الذى أراد ان يستوطن أرض سيناء الغالية التي استعيدت بالدماء الذكية والأرواح الطاهرة التي أرادت قوى الشر فى العالم أن تجعل منها قاعدة لانطلاق الإرهاب نحو مصر وباقى دول العالم ،فتصدى لهم الجندى المصرى مضحيا حتى كسر شوكتهم.

وعن معركة البناء ،قال د.عطية الله :هاهو الانسان المصرى الذى بنى فى القديم المعابد والاهرامات وشيد معجزة القرن ..السد العالى يقوم الآن بكل عزيمة وإصرار على بناء جمهوريته الجديدة يشق الطرق وبناء الجسور وإنشاء محطات الكهرباء واستخراج الغاز من أعماق البحار ويشيد المدن ويعمر الصحراء وينشئ المصانع بعزيمة لاتلين ويحمي حدوده كالأسد الجسور بأحدث ما فى العالم من أسلحة تحت قيادة قائد مخلص مثال فى التضحية والبذل والفداء الرئيس عبد الفتاح السيسى حفظه الله.

وعن كيف نمت روح أكتوبر في الشعب المصري ،تحدث جميل سالم عطية حفناوي مقاتل مجند في كتيبة 38 فهد سلاح المظلات ،اللواء 182 ابرار جوي وعضو جمعية أصدقاء المحارب للتنمية ،قائلا: "نبتدي من بعد نكسة 1967 بأيام قليلة حينما أعلن الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر عن تنحيه عن منصبه وكنت وقتها في الصف الأول الثانوي وكنت أقطن في قرية قها بمحافظة القليوبية مركز طوخ قبل أن تصبح مدينة وركبنا سيارات النقل وعليها الميكروفونات وذهبنا الي القاهرة وهناك التقينا بجموع غفيرة من الشعب من مختلف المحافظات وكانت ملحمة حقيقية من الحب الحقيقي وفجأه كانت الأصوات تزلزل المكان ومن بعيد جدا جدا جدا ظهر "عبد الناصر" في شرفة منزله يحيي الجماهير والجميع في نفس واحد :ناصر ناصر ،وعدنا في المساء وبعد هذه المظاهرة التي لم ولن تشهد مصر لها مثيلا كان هناك خلافا بيننا نحن الشباب وجماعة الإخوان المسلمين وكنا تتعارك لدرجة الاقتتال بالأسلحة البيضاء والحمد لله عزلناهم هم وأبناء الإقطاعيين من بيننا".

التربية الوطنية

واستدرك :"وتعلمنا من مادة التربية الوطنية بمنظومة التعليم في الخمسينيات والستينيات بالقرن 20 حب الوطن بالإضافة إلي بعض الشخصيات التي دافعت عن مصر وتعلمنا من صغرنا عشق وطننا مصر بالاضافة الى دراسة التاريخ ومنذ قديم الأزل ومصر تنتصر على الأعداء وكيفية هزيمة التتار والصليبيين ..فكنا نتعلم القدوة من الأبطال في التاريخ الإسلامي حتى التاريخ الحديث وتعلمنا سيرة الزعماء عمر مكرم وأحمد عرابي ومصطفي كامل وسعد زغلول ومحمد فريد وما حدث من خيانة في حرب 1948 وكذلك الابطال حول جمال السوري وسليمان الحلبي ..فتكون لدينا جيل كامل أنتمى إليه و أنا مواليد 18 أغسطس 1951 ،هذا الجيل والذي قبله بقليل والذي بعده بقليل ،بفضل ما تعلمناه في مدارسنا ،تكونت لدينا القدوة ثم في مرحلة الثانوية كانت هناك مادة تدرس اسمها الفتوة وهي التربية العسكرية وكنا جيل يحترم أساتذته ومعلميه أشد الاحترام والإجلال ثم تشاركنا في مجموعات المقاومة الشعبية وقمنا بدورنا المنوط بنا خير قيام من هذه الأحداث ،فتكونت لدينا عقيدة حب الوطن هذا بالإضافة إلى مظاهرة الحب التي جعلت معظم جموع الشعب مترابطين بالإضافة إلى وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة فضلا عن انتشار الأغاني الوطنية التي كانت تلهب حماس الشعب ومما زاد الثقة بأننا سنحارب وسننتصر في اكتوبر من عام 1967 كان تدمير المدمرة إيلات ومن بعدها معركة رأس العش جعلت كل جموع الشعب علي قلب رجل واحد إلا المنبوذين من الاخوان والاقطاعيين.

وكان جموع أفراد الشعب يلتفون حول النشرات والبيانات حتي يكونوا علي علم بما يحدث والعمال كانوا يعملون ساعات اضافية مجهود حربي فضلا عن حملة تبرعات قادتها السيدة "أم كلثوم" بالإضافة إلى حفلاتها الغنائية في باريس والمغرب والسودان وكلها تبرعات للمجهود الحربي ..كل ذلك أوجد روحا وعزيمة لدى الشعب والاستعداد للحرب ،وقالها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في خطابه"ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة".

وتابع : كل هذه الأحداث كونت جيلا جديدا بعقيدة حب الوطن والتضحية من أجله حتى كانت وفاة "عبد الناصر" وكان وقعها علينا كالصاعقة وتجمعت مظاهرات أو جنازات جماعية في جميع قرى ومدن مصر قاطبة وأنا أتذكر أن رجلا من الإقطاعيين عمل فرح ابنه يوم جنازة عبد الناصر وأحضر سيارات معه وخرج في زفة والتفت جموع الناس وقلبت السيارة وجرح العريس والعروس ونقلا الي المستشفى وكانت ستقوم مجزرة لولا الشرطة تدخلت لحمايتهم ،ودخلت الجيش بعد أن أنهيت دراستي الجامعية وحدث أثناء دراستي عدة مظاهرات تطالب الرئيس الراحل السادات بالحرب فكان عام 1971 عام الحسم وعام 1972 الخروج من عنق الزجاجة وكانت حالة من اليأس بدأت تدب في نفوس شباب الجامعات وكذلك الشارع المصري.

قذف الصاروخ الفهد أو "المالوتيكا"


وعن دوره فى الحرب ،قال المجند فى كتيبة 38فهد سلاح المظلات عطية حفناوي :دخلت الجيش مجند بسلاح المظلات وبعد التدريب في مركز تدريب المظلات تم توزيعى أنا وزميل لي من الفيوم اسمه وديع الي الكتيبة 38 فهد بجانب سور المركز وتم ارسالي أنا وثلاثة أفراد من الكتيبة الي مدرسة المدفعية للحصول علي فرقة قذف الصاروخ الفهد أو "المالوتيكا " وحصلت علي الفرقة بنجاح ساحق في شهرين ثم عدت الي الكتيبة فوجدتهم مستعدين لمشروع قتال وخرجت معهم في أول مشروع قتال وكانت العلاقة بين الجنود وضباط الصف والضباط أكثر من رائعة كأنك مع أصدقاء عمرك وكأنك تربيت معهم ..بروح في منتهي الحب والود والتفاهم وأيضا الانضباط وكنت متعود على الانضباط من المرحلة الثانوية بسبب مادة "الفتوة" وبعد أن عدنا من المشروع علي طول تم ارسالي انا ووديع الي مدرسة المظلات وتم حصولي علي فرقة القفز 149 وحتى في مدرسة المظلات كانت الروح الجميلة بين المعلمين والقافزين دون تسيب أو تفريط وفي منتهى الانضباط وبعد حصولنا علي الفرقة توالت المشاريع والتدريبات الشاقة.

وكانت المعنويات للجنود في السماء و خلال الإجازات كان السؤال الشاغل للناس جميعا متي الحرب وهل نحن مستعدون وكانت الاجابة لا ندري وقلنا يمكن تقع الحرب هذا العام ولكن الخداع كان أقوي حيث أعلنت الجرائد بأن بعضا من ضباط وقيادات الفروع وضباط الصف سيذهبون لأداء عمرة رمضان حتى صدرت أوامر الحرب في السادس من اكتوبر العاشر من رمضان.

وأكمل :انظر لماذا نسميها روح أكتوبر كان العبور في قوارب مطاطية أو بيكيه برمائي الي الضفة الشرقية للقناة والجميع يعلم بأن إسرائيل وضعت مواسير النابالم علي القناة ومن يقترب سيحرق وكان العبور بشجاعة مقبلين علي الشهادة وكل جندي حامل شدته القتالية وسلاحه الشخصي ومعدات أخرى كقاذف الصاروخ والمجهز يحمل صاروخين وشدته القتالية وسلاحه الشخصي ويصدر ساتر ترابي بزاوية ميل 75 أو 80 درجة بارتفاع أكثر من 17 مترا علي رجليه دون سلالم ووجدت بجانبي جندي من مدفعية الفرقة السابعة بالشلوفة يعبر ويحمل مدفع بي 11 وزنه يفوق الـ 80 كيلو ويصعد به الساتر الترابي فهذه هي روح أكتوبر.

البحث العلمي بروح أكتوبر


وأكد المقاتل البطل أنه حتى نجيب على التساؤل كيف ننطلق الى جمهورية جديدة بروح أكتوبر ؟ لابد أن نعلم بأن روح اكتوبر معناها الإخلاص المطلق لحب الوطن والعمل علي رفعة مكانته وتفضيل مصلحة الجماعة علي الفرد والعمل ثم العمل ثم العمل لزيادة الإنتاج والاهتمام بالبحث العلمي والسؤال: هل روح اكتوبر كان فيها بحث علمي؟.

وأجاب حفناوى : بعدما طرد السادات الخبراء السوفيت، منع الاتحاد السوفيتي الوقود السائل للصواريخ والذي بدونه لن تقوم الحرب وهذا الوقود السائل الحيوي للصواريخ ..فكيف تقوم حرب بدون حائط صواريخ لصد الطائرات، فلجأ وزير الدفاع وقتها محمد علي فهمي لمهندسين هما: المهندس محمود يوسف سعادة الذي قام بعمل البحث اللازم وتم انتاج 45 طن من وقود الصواريخ محليا وكذلك المهندس المصري الذي قام بوضع خطة إزالة الساتر الترابي من خط بارليف بمدافع المياه.

ويرى أنه من هنا لابد من الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي أولا لوضع أساس الجمهورية الجديدة والاهتمام بالعلم لا يكون بجعل أبنائنا كفئران تجارب كما حدث من وزراء التربية والتعليم حسبما يرى.

وأكد أن الأساس الأول في التعليم هو المعلم وبالذات معلم الأطفال في المرحلة الابتدائية لأنه هو من يغرس العلم والقدوة في الأطفال فينشأوا نشأة علمية صحيحة.. ففي ألمانيا أيام المستشارة انجيلا ميركل اهتمت بمعلم الأطفال وجعلته أكثر دخلا وحياة مستقرة لدرجة أن القضاة والأطباء والمهندسين في مؤتمر لها طالبوها بالتسوية مع هذا المعلم ،فكان ردها عليهم كيف أساويكم بمن قام بتعليمكم فتقدمت هذه الدول بالعلم بمعني أن أول لبنة في الجمهورية الجديدة هو العلم.

وتابع : ثاني أسس الجمهورية الجديدة: العمل بكل السبل للمحافظة علي كيان الأسرة المصرية كى تنتج أجيالا ذات ثبات نفسي وتربية سليمة وبهذا يختفي تماما أطفال الشوارع وأنا قلت مرارا وتكرارا بأن الصهيونية العالمية ممثلة في أبواق يستعينون بها لهدم الاسرة المصرية وللأسف نجحوا في ذلك بحجة حقوق المرأة والحقيقة التي لا مراء فيها أن أي قوانين توضع للأسرة بعيدا عن تعاليم الإسلام في هذا المجال ستفشل بالقطع لأن كل صانع يضع قانون صيانة صنعته والإنسان من صناعة الله والله هو من يضع قانون صيانته.

القدوة من العلماء

ثالثا :في بناء الجمهورية الجديدة يجب تقديم القدوة للشباب من العلماء والأبطال وليست القدوة "ممثلة أو ممثل أو لاعب كرة " وكما قلت كان في التعليم سابقا مادة التربية الوطنية لابد من إعادتها ولابد من تنقية التاريخ من الأشياء المزيفة كمثال في كتب التاريخ بأن ملك مصر كان ملك مصر والسودان وأن عبد الناصر من فرط في السودان وهذا الكلام عاري من الصحة لأن مصر كانت تحت الاحتلال الانجليزي منذ عام 1882 حينما استعان بهم الخديوي توفيق لإخماد الثورة العرابية: فكيف يكون الملك لمملكة محتلة أن يكون ملك مصر والسودان هذا ما زيفه كتائب الإخوان بعد أن أخرجهم السادات من السجون ليشوهوا تاريخ عبد الناصر وفي آخر الأمر قتلوه.

رابعا...لابد من وضع آلية البحث العلمي ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ولابد من ميزانية كبيرة للبحث العلمي لإجراء التجارب في شتي المجالات حتي تتقدم الدولة ويقل اعتمادها على الخارج في شتي المجالات بغير هذا لن يكون هناك جمهورية جديدة بل ستكون حجارة بغير روح.

وأكد أن مكونات الجمهورية الجديدة تتمثل فى التعليم..المعلم ثم المعلم والأسرة.. الأم ثم الأم والقدوة من العلماء والأبطال والبحث العلمي.

الاصطفاف الوطني ..سر النصر

أما ذكي القاضي عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين المقرر المساعد للجنة الشباب في الحوار الوطني، فيرى أن الاصطفاف الوطني كان سر النصر في حرب 6 أكتوبر وسيكون مفتاح انطلاق الجمهورية الجديدة ويمكن لنا أن نستلهم روح أكتوبر من عدة أمور في غاية الأهمية منها حالة الحشد داخل كتلة الشعب والتضافر الوطني في الفترة من النكسة حتى 1973 على مدى 6 سنوات وهي نفس حالة التكاتف والوحدة منذ ثورة 30 يونيو.

وأيضًا ما صاحب النصر من دعم وحب للجيش وخطة جيدة وتحديث مثلما يتم الآن من تحديث لكل هيئات ووحدات وفروع الجيش ودعمه بالتكنولوجيا الحديثة ودفع مسيرة التنمية.

وأكد أنه مثلما تم الالتفاف حول قيادة "السادات" حتى النصر و الانصياع لقرار الحرب يتم الآن الالتفاف تحت قيادة واعية حكيمة ، خلف الرئيس السيسي وإشراك كل القوى في المبادرات الرئاسية لتحقيق حلم الاستقرار والتنمية وسط تحديات إقليمية وتوابع سياسية واقتصادية وأزمات عالمية.

وعن دور تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين في نشر الوعي، قال القاضي إن التنسيقية منصة حوارية تجمع كل أطياف الشباب وتقوم بالتوعية على كل المستويات عن طريق نواب البرلمان والمحافظين والمنتديات والصالونات ودورها القراءة في التاريخ واستشراف المستقبل ونقل دروس أكتوبر أيضًا من خلال الإعلام والندوات مثل كل القوى الفاعلة بالمشهد السياسي.

**وبروح أكتوبر الخلاقة لابد أن ينتصر الشعب المصري، المصطف خلف القيادة السياسية، بمعركة بناء مستقبله ويسابق الزمن لتحقيق معجزة العبور الآمن والثابت إلى الجمهورية الجديدة بحيث تصبح مصر دولة حديثة متطورة، وتبهر العالم من جديد.

Katen Doe

د.هند بدارى

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

wave
الاحوال الجوية
تحالف "احزاب مصر" ... فى قلب المؤتمر الاقتصادى والحوار الوطنى
فيديو..كيف نستثمر التعاون المصرى الصينى فى تنمية القارة السمراء؟/رئيسية الاخبار
مصر تفوز بكأس إفريقيا في "الطهي"
مصر تفوز بكأس إفريقيا في "الطهي"
مصر تفوز بكأس إفريقيا في "الطهي"
مصر تفوز بكأس إفريقيا في "الطهي"
مصر تفوز بكأس إفريقيا في "الطهي"

المزيد من تحقيقات وحوارات

wave
عميد طب طنطا:خطة لزيادة عدد المستشفيات والتوسع في المنظومة الطبية الجامعية

القطاع الطبي في جامعة طنطا.. من العلامات البارزة .. والذي حقق الكثير من النجاحات خلال فترة زمنية وجيزة.. سواء على...

بعد اكتشاف ورشتين بسقارة.."أخبارمصر" يكشف غموض ورش التحنيط بمصر القديمة

ظل التحنيط أحد أهم أسرار الحضارة المصرية القديمة وشهد عدة محاولات لفك شفرة هذا اللغز الذى كان السبب وراء حفظ...

"العاصفة الترابية" تفتح ملف صيانة اللوحات الإعلانية بالمحاور المرورية

"صيانة اللوحات الإعلانية" على الطرق أصبحت ضرورة ملحة بعد مصرع شخص وإصابة 4 أخرين إثر سقوط لوحة إعلانات ضخمة على...

فيديو .. رئيس جامعة طنطا: طورنا استراتيجيتنا لتنفيذ رؤية مصر 2030

في إطار احتفالات جامعة طنطا الممتدة باليوبيل الذهبي بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشائها .. والتي أصبحت واحدة من أكبر...