بشرى سارة ..عالم مصري يكتشف علاجا جديدا لأمراض القلب النادرة ببرلين

نجاح جديد لعلمائنا بالخارج.. عالم مصري شاب استطاع اكتشاف علاج دوائي لأمراض القلب النادرة في كلية الطب بجامعة برلين. ‏وكان معيدًا بقسم علم الأدوية بكلية الصيدلة بالجامعة

نجاح جديد لعلمائنا بالخارج.. عالم مصري شاب استطاع اكتشاف علاج دوائي لأمراض القلب النادرة في كلية الطب بجامعة برلين.

‏وكان معيدًا بقسم علم الأدوية بكلية الصيدلة بالجامعة الألمانية بالقاهرة لمدة عام‏، ثم ألتحق بكلية الطب جامعة برلين (شاريتيه)، أكبر وأشهر مستشفى جامعي بأوروبا على الإطلاق، وحصل منها على درجة الماجستير ‏بِامتياز، عن ‏علاج اِلتهاب عضلة القلب الفيروسي المصاحب لعدوى فيروس "البارڤو" الفتاك ‏مستخدمًا دواء التلبيڤودين، ثم نال ‏درجة الدكتوراه بامتياز من الجامعة ذاتها في أول رسالة هجينة مزجت التجارب السريرية والأبحاث المعملية معًا، ‏حيث قام بدراسة وتصميم وتنفيذ ثلاث تجارب سريرية ناجحة على عدد من أنواع من مرضى التهاب عضلة القلب النادرة، وقُدُرت رسالته بأنها الأولى من نوعها ما مهد له الطريق بعد عامين أن ينضم كعضو عامل في الجمعية الأوروبية لطب القلب، إضافة إلى حصوله على منحة بحثية من شركة "فايزر" لتمويل تجاربه الإكلينيكية في مجال علاج تصلب عضلة القلب.

أنه الدكتور "أحمد السنهوري" باحث ومدرس بكلية الطب شاريته برلي أو "عبقرينو" اللقب الذي أطلقه زملاؤه عليه طوال فترة دراسته بكلية الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية بالجامعة نظرًا لتميزه العلمي.

وحرصًا على متابعة الجديد في علاج أمراض القلب بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للقلب، أجرى موقع أخبار مصر حوارًا خاصًا مع الدكتور "السنهوري" لإلقاء الضوء على اكتشافه ونسب نجاحه وتكلفته وهل تم تسجيله براءة اختراع ومتى يمكن إنتاجه وتسويقه بمصر لإنقاذ مرضى القلب؟.

#بداية ..حدثنا عن أمراض القلب النادرة ومدى انتشارها بمصر؟

-أشتغل في أبحاث لعلاج الأمراض النادرة التي تصيب عضلة القلب وهي ليست كثيرة مقارنة بالأمراض الافقارية التي تعرقل تدفق الدم جيدًا لعضلة القلب ويتم التدخل بقسطرة لعلاجها.

-وهذه الأمراض ليست منتشرة خصوصًا أمراض التهاب عضلة القلب الفيروسي وتصلب عضلة القلب ..ونسبتها بمصر هي نفس النسب العالمية بمعدل حوالي 25 شخص مصاب بالتهاب عضلة القلب من كل مليون أي 2500 مواطن من 100 مليون مواطن وعلاجه صعب حسب نوع الفيروس مثل الفاربو وفيروسات هيربس وكوكساك وغيرها.

يشار إلى أن التهاب عضلة القلب يمكن أن يقلل من قدرة القلب على ضخ الدم. وقد يسبب آلامًا بالصدر وضيق التنفس وتسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها (اضطراب النظم القلبي).

ومن أسباب التهاب عضلة القلب الإصابة بعدوى فيروسية، أو التفاعل مع أحد الأدوية، أو حالة التهابية عامة في الجسم. 

وأيضًا مرض تصلب عضلة القلب نادر ويصيب عادة كبار السن.

#ما الاكتشافات الجديدة بطب برلين لعلاج هذه الأمراض؟

-تم اكتشاف علاج جديد لمرض التهاب عضلة القلب أو بروتوكول علاج جديد للالتهاب بمجموعة من الكورتيزون ومثبطات جهاز المناعة لتقليل الالتهاب رغم وجود الفيروس ولم يكن ذلك يتم من قبل خوفًا من تكاثر الفيروس وانتشاره.

-وإذا لم ينجح البروتوكول، هناك علاج آخر عبارة عن تدخل شبه جراحي حيث يتم تركيب جهاز بالقسطرة يسحب الدم من القلب ويدفعه بالأوعية الدموية.

#ما تكلفة هذا العلاج؟

-علاج الالتهاب بالكورتيزون أو بالتدخل الجراحي صار غير مكلف.

-أما تصلب العضلة الذي اشتغل عليه من خلال منحة شركة "فايزر"، فتم التوصل إلى علاج جديد "تافاميدس" ويعتبر مكلف جدًا، سعره 9 آلاف يورو شهريًا أي 200 ألف جنيه ونتمنى توقيع اتفاقات مع "فايزر" لنوفر العلاج بسعر أرخص للمرضى في مصر.

#هل تم تجربة هذه العلاجات وما نسب نجاحها؟

-نعم وبلغت نسب نجاح التجارب الإكلينيكية في ألمانيا لعلاج التهاب عضلة القلب 70 % بالكورتيزون ومثبطات المناعة.

أيضًا نسب نجاح تجارب "فايزر" لعلاج تصلب عضلة القلب والتي كنا جزء منها عالية جدًا ونجحنا في تحسين صحة وزيادة عمر المريض نحو 5 سنين وأوقفنا تدهور الحالة أو منعنا تصلب أكبر للعضلة يسبب خسارة في كفاءة القلب.

#هل تم تسجيل العلاج الدوائي براءة اختراع؟

-الدواء ليس اختراعًا ولكن ابتكار طريقة جديدة لعلاج التهاب عضلة القلب المصاحب لفيروس البارفو باستخدام عقار التلبيوڤدين و علاج التهاب عضلة القلب الفيروسي بأستخدام الكورتيزون ومثبطات جهاز المناعة مثل عقار الأزاثيوبرين و السيكلوسبورين.

وكذلك عقار "تافاميدس" كان يستخدم في علاج أمراض أخرى لكن تم استعماله لأول مرة في تجارب سريرية لعلاج تصلب عضلة القلب.

#كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بالتهاب عضلة القلب؟ وهل له علاقة بالرياضة؟

-لا ..للأسف ليست هناك طرق مضمونة للوقاية من التهاب عضلة القلب لأن أغلب الحالات تحدث بسبب أن جهاز المناعة يحارب عضلة القلب على أنها جسم مريض كما يحارب في الروماتويد المفاصل وفي 60 % من الأحيان يحدث الالتهاب بسبب فيروس "البارفو" الذي يلازم المصاب طوال العمر، و فيروس هربس السادس منتشر كبير لكن حوالي 5 في المليون فقط من المصابين يسبب لهم التهاب بعضلة القلب ونسب الشفاء قليلة لأنها أمراض نادرة وبلا علاج ناجع.

-وتصلب عضلة القلب لايسبب مشاكل في الشرايين التاجية التي تغذي القلب بالدم وليس له علاقة بالرياضة لكننا ننصح المريض بعدم ممارسة الرياضة حتى نقلل المجهود على العضلة.

#هل هناك تواصل مع جامعات مصر لنقل هذه الخبرات؟

-بالفعل أتواصل مع أ.د.مجدي عبد الحميد رئيس قسم القلب بقصر العيني وسبق التقينا في مؤتمرات ببرشلونة ونعد ورشة عمل لأطباء قصر العيني لنقل الخبرات ومصر زاخرة بكفاءات جيدة في المجال.

-وقمت خلال أغسطس الماضي بإلقاء محاضرة في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية الطبية ببرشلونة و شاركت بأبحاثي في وضع ‏القواعد الإرشادية لعلاج أمراض عضلة القلب ‏التي تنشرها الجمعية الأوروبية لطب القلب كل عام، وأقوم حاليًا بتصميم و تنفيذ التجارب الإكلينيكية ‏في طريقى للحصول على درجة الأستاذية في هذا المجال.

#ما طموحكم القادم؟

أطمح لإقامة مركز علاج لأمراض عضلة القلب في سيناء، مكون من طابقين على البحر للشفاء والاستشفاء بلا تدخل جراحي لأن العلاج يعتمد أساسًا على تقليل الضغط النفسي والمناعة أكثر من الجراحة وخلال 40 يوم من تعاطي الكورتيزون ومثبطات المناعة ومتابعة كفاءة عضلة تتحسن الحالة.

وأتمنى أن يصبح مركزًا إقليميًا للمصريين والعرب للكشف المبكر عن التهاب عضلة القلب أو أمراض قلب بسبب جيني ويقيم به المرضى ويمشون و يتنفسون هواء نظيف ويتناولون أكلًا صحيًا ويتحسنون تدريجيًا، والألمان والأوربيون يحبون سيناء وسيقبلون على المركز بعد إحضار خبراء وأطباء 3 مرات في الشهر لتبادل الخبرات مع الخبرات المصرية.

#نصيحتكم الذهبية للشباب

-الاستمرار في التعلم وأن يسافروا يتعلمون ماجستير ودكتوراه ونحن كأطباء مصر مشهود لنا بالكفاءة والمهارة وسرعة التعليم في أنحاء كثيرة بالعالم، ولعل خير دليل السير مجدي يعقوب  العالم المصرى الذى يمثل قدوة لكل أطباء مصر والعالم .