تعالت الشكاوى فى الآونة الأخيرة من خطورة أفلام الرسوم المتحركة والتي يتابعها كثير من الأطفال الذين يقعون ضحية ما تروجه من الأفكار والسلوكيات السلبية مثل العصبية والعنف
تعالت الشكاوى فى الآونة الأخيرة من خطورة أفلام الرسوم المتحركة والتي يتابعها كثير من الأطفال الذين يقعون ضحية ما تروجه من الأفكار والسلوكيات السلبية مثل العصبية والعنف وأخيرا الدعوة لآفة تسمى "المثلية الجنسية" ، وذلك بعد انتقال دعاتها من مرحلة الدفاع عن أنفسهم إلى مرحلة الهجوم ، وتحديّهم للقوانين والشرائع التي تحرم مثل هذا الفعل ، بل وتجرمه .
ويطلق مصطلح الشذوذ على كل ما يخرج عن المألوف وعن الطبيعة الإنسانية التي خلقها الله سبحانه وتعالى في البشر ، وبالنسبة للأفلام التي تروج لتلك الأفكار كافلام ديزني ، فإن هدفها الأساسي هو تدمير الأطفال الصغار التي تترعرع أمام شاشات التلفزيون وتشاهد تلك الأفلام دون وجود رقابة ، فيعتقد الطفل أن هذا المحتوى الذي شاهده هو محتوى مصرح به ، و معترف به ، ويصبح من السهولة السيطرة عليه عن طريق تلك الأفلام الدنيئة التي لا تراعي دين أو قيم داخل المجتمع.
ومع بدء الدعوات إلى التعاطف مع الشاذين جنسياً حول العالم ، بدأت تغيب عبارة "الشذوذ الجنسي" من كتب علم النفس ، وتم استبدالها بعبارة "المثلية الجنسية"، وهي تعريب للمصطلح الإنجليزي Homosexuality . وكذلك حدث هذا التبديل في الطب العصبي، الذي كان حتى سنة 1953 م يصنف الجنسية المثلية على أنها نوع من الاضطراب الجنسي لشخصية مصابة بمرض عقلي "psychopathic personality" ، إلا انه ، واثر تحرك بعض الناشطين المؤيدين للشذوذ الجنسي، تم حذف مصطلح الجنسية المثلية من دليل الأمراض العقلية ليوضع مكانه " اضطراب في التوجه الجنسي .
فيلم ممنوع
وفي هجمة شرسة على القيم والأخلاق ، قامت شركة أفلام الرسوم المتحركة المعروفة بإسم شركة ديزني ، بإنتاج فيلم للأطفال يسمى «Lightyear» ، و هو الفيلم الذي أثار جدلاً واسعاً لما يروج له من أفكار شاذة تمثل خطراً كبيراً على المجتمع ، بعدما رفضت الشركة المنتجة حذف مشهد يتضمن قبلة مثلية بين سيدتين متزوجتين ، مما يمثل ترويج لفكرة المثلية الجنسية ، والتي تعد من المحرمات ، حيث أنها تخالف الطبيعة الإنسانية ، والفطرة التي خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان عليها ، والتي قوبلت بالرفض من جانب العديد من الدول ، حيث قامت 14 سوقًا في أنحاء الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، من الدول الإسلامية ، و الأقاليم ذات القيم الاجتماعية المحافظة ، بحظر عرض الفيلم في دور العرض السينمائي .
وتشمل قائمة الدول التي منعت بعرض الفيلم وفقا للشركة العالمية، الإمارات العربية المتحدة، لبنان، الأردن، البحرين، مصر، الكويت، عمان، قطر، المملكة العربية السعودية، فلسطين، سوريا، العراق، ماليزيا، وإندونيسيا، وجاء ذلك تزامنا مع إطلاق منصة البث الإلكتروني «Disney +» في الشرق الأوسط لزيادة عدد المشتركين العالميين.
وحول خطورة مثل هذه الأعمال التي تروج لأفكار مخالفة لثقافة المجتمع على الأجيال القادمة ، يجيب الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد / آمين عام مجمع البحوث الإسلامية لموقع اخبار مصر على بعض الأسئلة التي تشغل الرأي العام في هذا الشأن.
تطرف. فكرى
في البداية: هل تمثل الظواهر الغريبة الواردة إلينا من الغرب كالمثلية، والتي تروج لها أفلام الرسوم المتحركة كأفلام ديزني، خطورة على مجتمعنا المصري المحافظ؟
بالتأكيد يمكن أن نقول أن أفلام الرسوم المتحركة والتي يتابعها كثير من الأطفال تعمل على زرع بعض الأفكار السلبية في النشء ، ومن ثم تؤثر تلك الأفلام على عقولهم لتطبيع تلك الأفكار ووضعها في صورة محل نظر وبالتالي التفكير فيها وإمكانية قبولها والرضا بها ، مما قد يؤثر على منظومة القيم في المجتمع ، ومن ثم وجب التحذير منها وبيان خطورتها والابتعاد عنها ، خاصة وأن الطفل يعتبر أرض خصبة لزرع ما يتابعه ويشاهده بخلاف لو ترك لفطرته دون تأثير فإنه لا شك سيرفضها ، ومما لاشك فيه أن هذا المحتوى لا يقل خطرًا من الإرهاب الفكري فكلاهما يعملان على زعزعة استقرار المجتمعات وفرض السيطرة الفكرية التي يريدون ترويجها ، ومن ثم وجب على المجتمع أن يراقب كل ما يُصدّر إلينا عبر الوسائل المختلفة وتحليله للمحتوى والتحذير من كل ما يخالف الشرائع السماوية والأعراف المجتمعية والثقافات وذلك بتكاتف المؤسسات الإعلامية والدينية والمجتمعية والثقافية من أجل الحفاظ على أبنائنا وبناتنا من الوقوع في براثن الانحراف القيمي والسلوكي ومن ثم يعود بالسلب على المجتمع مما ينشئ أطفالًا بلا هوية دينية أو اجتماعية ، لا سيما أن الأطفال بالنسبة للأمم هم أمل. الغد وهم سواعد المجتمع ومصدر تقدمه مستقبلًا .
- كيف نربي أبنائنا على القيم والأخلاق ونبذ كل ماهو غريب ومخالف للفطرة والدين الإسلامي؟
على البيت المصري دور مهم في مراقبة المحتوى الذي يعرض على أبنائهم وبيان ما هو مخالف للشرائع السماوية والعمل على تفعيل منظومة القيم الأخلاقية وذلك من باب الوقاية فيكون النشء معه منذ صغره قادر على التمييز بين الحق والباطل والطيب والخبيث ولديه قدرة عالية على التمييز واتخاذ الإجراءات المناسبة ضد ما يواجهه من سلوكيات.
كما أننا في حاجة إلى توجيه الأبناء لاستغلال أوقات الفراغ بأنشطة اجتماعية تفيدهم وتساعدهم على دعم القيم والمنظومة الأخلاقية لديهم بل وتؤكد على ما تأمرهم به فطرتهم وذلك أرفع لهم وللمجتمع، كذلك على البيت المصري رفض رفضاً قاطعاً لكل ما هو دخيل علينا والبعد عن السلبية في التعامل مع المواقف وما يعود علينا من أمور تشمئز منها الطباع والفطرة السليمة. فالأسرة لها دور كبير وبالتالي يجب عليها متابعة الأولاد ومعرفة رفقائهم وأصدقائهم .
أيضاً هناك دور مهم للإعلام من خلال تبني منظومة قيمية أخلاقية تقي المجتمع من مغبة الوقوع في براثن الانحراف والسلوك وتحمي عقول الأطفال من الوقوع ضحايا لهذه الأفكار السيئة.
كما يجب أن تقوم المؤسسات العلمية والدعوية بتبني مبادرات تعنى بمثل هذه الجوانب التي ينبغي التنبيه عليها والتحذير منها، بالإضافة أن تتبنى المؤسسات العلمية في برامجها التعليمية جوانب يمكن من خلالها تربية النشء على كل ما هو مفيد، وأن يخصص في هذه البرامج مساحة لعرض منظومة القيم بشكل جامع مانع شاف كاف.
- ما رأي الدين في تلك الظواهر الغريبة الواردة إلى المجتمع العربي والمصري بشكل خاص، وحكم من يروج لها؟
هذه الأفكار المنحرفة والتي تخالف ثقافتنا ومجتمعنا هي نوع من الإفساد في الأرض فكل من شارك فيه وعمل على ترويجه لا شك هو من المفسدين في الأرض الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في المجتمعات المستقرة والعمل على الخروج من الفطرة السليمة والابتعاد عن الشرائع السماوية التي فيها صلاح البلاد والعباد.فلابد أن نقر بأن الشرائع السماوية حذرت من الدعوة إلى الرذيلة والترغيب فيها، وضعت من الضوابط والبراهين ما يؤكد خطورة العمل على ترويجها . قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"( سورة النور: 19) صدق الله العظيم
وقوله صلى الله عليه وسلم: "مَن سَنَّ سُنَّةً حَسنةً فعمِلَ بِها ، كانَ لَهُ أجرُها وَمِثْلُ أجرِ مَن عملَ بِها ، لا يَنقُصُ مِن أجورِهِم شيئًا ومن سنَّ سنَّةً سيِّئةً فعملَ بِها ، كانَ عليهِ وزرُها وَوِزْرُ مَن عملَ بِها من بعده لا ينقصُ من أوزارِهِم شيئًا" .
وبالنظر في الشرائع السماوية نجد أنها اتفقت في أصول ثلاثة إحداها الأخلاق، وكل ما هو محرم وكل ما هو مرفوض وكل ما هو منبوذ اتفقت عليه الشرائع السماوية وحذرت من الدعوة إليه وتوعدت من يسعى في ترويجه ويكفينا أن نتوقف أمام الوصايا العشر التي جاءت بين اليهودية والمسيحية والإسلام لنقف على تجريم تلك الأفكار الشاذة .
حماية الهوية
ومن الناحية الإجتماعية ..تحدثت الأستاذ الدكتور سامية خضر / أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس ، قائلة :
إن المجتمع المصري سيظل في حالة حرب دائمة ، سواء حرب بالأسلحة والمعدات ، أو بالأسلحة الفكرية من خلال وسائل التواصل الإجتماعي أو برامج الأطفال والكبار التي تعمل جاهدة على اختراق المجتمع المصري ، وتدمير هويته الثقافية ، فالمجتمع المصري له تاريخ عظيم وهوية خاصة ، فيجب علينا نحن أن نحمي تلك الهوية وأن نحافظ عليها ، وأن نقف في وجه تلك المحاولات التي تدق ناقوس الخطر وتجعلنا نشعر بعدم الطمأنينة تجاه أطفال اليوم ، شباب الغد ، حيث أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر ، ويصعب محو ما تم زرعه في عقل الطفل منذ الصغر بأي وسيلة ، وعلى مر التاريخ كانت مصر رائدة بأعمالها الفنية ذات الثقافة والهوية المصرية الخالصة ، لذا يجب أن تقوم الدولة بدورها في هذا المجال من خلال زرع الأفكار التي تحض على القيم والأخلاق الحميدة ، ونبذ الأفكار الشاذة ، ويجب أن ترسخ عند الأجيال الجديدة الهوية الوطنية والاعتزاز بهويتهم المصرية .برامج بابا شارو
وأطالب بضرورة عودة الأعمال الفنية الأصيلة بكل قوتها وعظمتها ، مهما كانت التكلفة ، فبرامج مثل بابا شارو وابلة فضيلة وماما نجوى ، وغيرها من البرامج التي كانت تتابعها الأجيال السابقة ونشئت وترعرعت على القيم والأخلاق التي غرستها بهم تلك الأعمال ، فالفن هو غذاء الفكر و الروح ، ويجب علينا أن نهتم بتثقيف الأطفال من خلال تنظيم رحلات إلى الأماكن التاريخية كالمتحف المصري والمتحف الجديد والإهرامات ، فنحن بحاجة إلى مراجعة أنفسنا بشكل قوي حتى نستطيع حماية أطفالنا من الوقوع في براثن تلك الأفكار الشاذة ، ومن ثم التأقلم عليها ، واعتبارها هي القدور والنموذج المثالي ، مقابل اعتبار من يخالف تلك الأفكار أشخاص غير طبيعيين ومتخلفين ، على وجه مخالف للحقيقة والأخلاق وكناتج لانخراط الأطفال في ما يرد إلينا من افلام وألعاب يدس فيها السم بالعسل ، وتجعل من أطفالنا سلاحا لتدمير ذاته ، وتدمير المجتمع ، بدلاً من أن يكونوا هم درع وسلاح الوطن ، وإذا حدث ذلك سيكون اللوم علينا نحن الكبار ، إذا تقاعسنا عن حماية أطفالنا من تلك الهجمات الشرسة القادمة إلينا من الغرب ، والتي تهدف في الأساس إلى تدمير وزعزعة المجتمع بشكل غير مباشر عن طريق قوته المستقبلة ، ألا وهم الأطفال.
مبادرة وطنية لتعليم الأطفال
وأطالب بضرورة تنظيم ندوات مدرسية تربوية لتوعية الطلاب في المراحل العمرية المختلفة ، مع ضرورة عودة المكتبة المدرسية إلى ريادتها ، كما تناشد خضر الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أعاد أمر الأمن والأمان ، اناشده بما لمسناه فيه من اهتمام بالشباب والأطفال ، أن يرعى مبادرة وطنية لتعليم الأطفال وتوعيتهم عن طريق الأغاني المناسبة لأعمارهم ، والتي من شأنها الحفاظ على هويتهم وتقويتها ضد أي أفكار وهجمات غريبة ودخيلة على المجتمع المستهدف من عدة جهات ، وليس جهة واحدة بعينها.
كما أطالب القائمين على الإعلام لما له من تأثير قوي على المجتمع بشكلٍ عام ، وعلى الطفل بشكل خاص ، تطالبهم بالإضطلاع بدورهم ، كأن يكون هناك برامج موجهة للأطفال ، وأن يتم رصد الجوائز لمن يقوم بالعمل في تلك البرامج كنوع من المحفزات لإنتاج أعمال فنية تكرس للهوية والثقافة المصرية ، فضلاً عن القيم والأخلاق الحميدة.
وأرى أن مثل هذه الأفلام الدخيلة على مجتمعنا ، والتي تقدم محتوى غير لائق ، تبعث برسائل جنسية شاذة إلى من يتابعها ، خاصة الأطفال ، فإذا كانت تلك الأفلام والألعاب الإلكترونية تمثل خطورة كبيرة على الكبار ، فما بالنا بالأطفال الذين يعدوا تربة خصبة لتلقي المعلومات ، فمن الصعب أن نقوم بنزع تلك المعلومات إذا أردنا ذلك بعدما يكبر هؤلاء الأطفال ، فبدلاً من إنتاج برامج رديئة المحتوى ، يجب أن نقوم بإنتاج برامج أخرى ذات محتوى هادف يسلط الضوء على إنجازات الدولة وعلى تاريخنا العريق في أذهان الأطفال.
وهنا أتساءل ، هل من شاهد وتربى على الأفلام القديمة مثل في بيتنا رجل ، و جميلة بوحيرد ، كمن يشاهد أفلام لمحمد رمضان ، وهل من تربى على سماع ام كلثوم وفايدة كامل و عبدالحليم حافظ في أغنية " صورة " ، كمن تربى على سماع الأغاني الهابطة المنتشرة في عصرنا الحالي ؟
وحول راي علم النفس في هذا الشأن ، تتحدث الدكتورة إيمان عبدالله / استشاري العلاج الأسري لموقع أخبار مصر ، قائلة :
نظراً للعولمة والانفتاح العالمي ، تنتاب المجتمعات العربية بعض الظواهر غير اللائقة بها ، فضلاً عن ظهور الشبكة العنكبوتية " الإنترنت" ، الذي ينقل في بث مباشر عادات وتقاليد الشعوب والمجتمعات الغربية ، مما يؤثر على مجتمعنا بشكل واضح ، في حال ما لم يكن هناك رادع فردي وجماهيري وأسري ، وأيضاً مجتمعي .
ولمواجهة تلك الظواهر الدخيلة على المجتمع ، لابد من وجود ضوابط داخلية عند الفرد ، ومن بين تلك الضوابط ، الضوابط الأخلاقية التي تتمثل في السلوك ، كالتدين أو الثقافة الدينية التي تعد من أهم ما يضبط سلوك الإنسان وتجعله يدرك ما ينفعه وما يضره ، وما هو حلال وما هو حرام ، فتصبح الثقافة الدينية بمثابة حائط صد ضد أي فكر شاذ أو مخالف للشرع والدين .
قانون رادع
وهنا أؤكد على ضرورة وجود القانون الذي يعاقب حتماً ، ولا يسمح بتسلل تلك الظواهر الغريبة إلى المجتمع ، وسيعاقب من يمارس تلك الظواهر داخل المجتمع العربي ، فلا يجوز أن نميل إلى هذا الفكر بأي شكل من الأشكال .
وتحارب المجتمعات العربية الأفكار الشاذة والظواهر الغريبة مثل المثلية الجنسية التي انتشرت داخل المجتمعات الغربية ، والتي تعد ظاهرة ضد الغريزة والفطرة الإنسانية وتدخل في نطاق العلاقات المحرمة ، كما أنها في الأصل تعد مرض ، ودائماً ما يستخدم أصحاب الأفكار المنحرفة والمتطرفة المرضى النفسيين والعقليين في نشر فكرهم الغير سوي والمنحرف بهدف هدم المجتمع . فأصحاب الجنسية المثلية أو المضطربة تدخل في قائمة الأضطرابات الجنسية ، ففي البداية يكون صاحب الفكرة شخص مريض يتم استغلاله من أجل الترويج لتلك الفكرة من خلال أفلام الكرتون أو مايعرف بأفلام ديزني ، والتي تروج في الآونة الأخيرة لتلك الظاهرة عن طريق استخدام الشعارات والأعلام الخاصة بتلك الظاهرة ، أو عن طريق السماح لهم بالزواج والإقامة والاعتراف بهم ، وهذا الشىء محرم ، ويشمل خطورة وعدوى من الممكن أن تنتقل إلى الأشخاص الأسوياء عن طريق التكثيف الإعلامي والترويج له عن طريق أفلام الكرتون أو الإنترنت .
وبعد أن أصبح العالم تحت مظلة واحدة ، أصبح من الصعب تفادي ما يصدر لنا من أفكار شاذة ، لذا لابد من وجود خصوصية مجتمعية وقانونية لتفادي اختراق عادات وتقاليد المجتمع سواء الخصوصيات الدينية أو الأخلاقية وكذلك تقاليد وعادات مجتمعنا الشرقي المحافظ ، لابد من حمايتها ، عن طريق مواجهة شرسة من خلال الفكر والقانون والدين ، فضلاً عن الوعي المجتمعي ، من خلال مواجهة الفراغ الثقافي من جانب المؤسسات الدينية ، والعلماء والأطباء النفسيين وعلماء الاجتماع ، فلابد من توضيح الفطرة السوية التي تنجذب إلى طرف معاكس لجنسه ، وليس لنفس الطرف ، فالانجذاب إلى الجنس الواحد يكون في إطار الصداقة أو القرابة ، ولا يمكن أن يكون في إطار آخر ، كاقامة علاقة شاذة معه بالمخالفة للشرع والدين والقانون والتقاليد.
وهناك ألعاب على شبكة الإنترنت تضرب بكافة الفضائل والثوابت الدينية ، وتمثل خطورة فادحة على الأطفال عن طريق خدش الحياء والبراءة بهم ، فبتربى الطفل على الشذوذ ، بدلاً من أن يترعرع على الطبيعة التي خلقه الله عليها ، وهنالك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه " فطرة الله التي خلقها ، لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم " ، فقد خلقنا المولى عز وجل بفطرة سوية ، والطفل دائماً ما يكون تربة خصبة تنمو بها البذور التي نزرعها ، وعندما تتسلل الأفكار الشاذة إلى الأطفال عن طريق المحتوى السام ، يسهل على من يريد تدمير المجتمع أن يؤثر على هؤلاء الأطفال اللذين يعدوا شباب المستقبل وأمله القادم .فلابد من حماية أطفالنا من ادمان الانترنت والمحتوى الغريب به ، حيث أن الأطفال سريعة التعلق بالاشياء وإذا حفر بذاكرتها شىء لا تستطيع نسيانه ، بل يصبح من المبادئ التي يصعب تغييرها .
وأود أن أشير هنا إلى أن أعداء الإسلام والتدين بشكل عام تحشد وتعد جيوشا من الشواذ نشأت بينه وبين الأفكار الشاذة نوع من الألفة عن طريق تعلقه بشخصيات الكارتون المحببة له ، ويوماً تلو يوم تكتسح المتغيرات الإجتماعية ما تستطيع تدميره من عادات وتقاليد وقيم ، وتؤدي تلك التغيرات إلى سلوكيات شاذة وانحرافية ، لأن تلك المتغيرات تجرف العادات والمعتقدات الحميدة وتستبدلها بأخرى قميئة ، وتجعل المجتمع يعيش في حالة من الاغتراب السيكولوجي الذي ينال من الطفولة ويحولها إلى العنف والعدوان والاعتداء على الآخرين ، لأن هناك علاقة بين الشذوذ والعنف و العدوان ، لأن الشذوذ في حد ذاته عنف والعلاقات الجنسية الشاذة عبارة عن عنف ، لذا حرمت الأديان كافة الشذوذ ، وكان أول من مارسوه هم قوم سيدنا لوط عليه السلام وجعلهم الله سبحانه وتعالى عبرة لمن لا يعتبر ، والشذ ذ الجنسي يمثل تهديداً كبيراً للمجتمع ، فهو يزيد من نسبة الطلاق والعزوف عن الزواج ، ويعاني الأسوياء من وجود الشواذ بينهم ، لذا يجب أن يكون للأسرة دور كبير ، حيث تتحمل الأسرة المسئولية الأكبر تجاه الطفل ، فالاسرة التي لا تتابع أبنائها وتتركهم إلى عالم افتراضي وحيداً ، لا تعلم عنه شىء من معاملات الغير معه ، يكون هذا الطفل معرض بشكل كبير إلى اضطرابات نفسية واجتماعية ، لذا لابد من وجود رقابة تربوية تمنع الاختلاط غير السوي بين الأطفال .
ونبهت أيضاً افتقار الوالدين إلى التعاليم الدينية والاقتداء بالرسول الكريم في التعامل مع الأبناء ، لأن المنهج الإسلامي هو منهج رباني يحوي جميع المشاكل التي يتعرض لها الفرد والمجتمع .
وأطالب بضرورة الاهتمام بمهارات الطفل ومراقبته وتثقيفه بالثقافة الجنسية الحميدة ، وأيضاً لابد من متابعة الأصدقاء المصاحبين لأطفالنا ومعرفة سلوكياتهم وتقييمها.
وأنصح بضرورة وجود أفلام كارتون مصرية وعربية تدعم الثقافة الدينية والعربية بين أطفالنا ، وأسلحتهم بالهوية الوطنية والعربية ، وبتقاليد مجتمعهم المحافظة ، مما تراعي الاعتزاز بالتاريخ والوطن والمجتمع وبتقاليدهم وزيهم وعاداتهم ، فيجب مواجهة السلوك المنحرف بالسلوك السوي .
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
مقاتل من طراز فريد لقب "بابن القتال" لأنه لم يكن مجرد بطل من أبطال النصر المجيد ولكنه حقا يمثل ذاكرة...
تطوير منظومة التعليم أساس المستقبل و زيادة عدد الجامعات التكنولوجية ضرورة لمواكبة قفزات التحول الرقمي و الذكاء الاصطناعي .. من...
إحياء السيرة العطرة والمسيرة العظيمة.. افضل احتفاء بذكرى مولد خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم فالرسول الكريم ، اختاره...
أبطال من ذهب .. حملوا مصر في قلبهم وعلى ذراعهم وضحوا بالغالي والنفيس في سبيل رفع راية الوطن وتحرير أرض...