بالفيديو ..فعاليات المتاحف تواجه البطالة والعنف

زيارة المتاحف لم تعد ترفا أو مجرد رحلة سياحية وانما فرصة للاستمتاع بالفنون وعبق التاريخ وممارسة الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية بل ومكان للتعلم والتدريب على حرفة تراثية بحثا عن  فرصة عمل .

هذا ما أكدته الهام صلاح  رئيس قطاع المتاحف بوزارة الاثار فى حوار خاص لموقع أخبار مصر يلقى الضوء على دورها فى تنشيط حركة السياحة ونشر الثقافة المتحفية وخدمة المجتمع ومحاربة التطرف والبطالة فضلا عن الاستعداد لاحتفالية ذكرى مرور 143 عاما على ميلاد الأمير محمد علي توفيق ،من أبرز أمراء الأسرة العلوية المالكة الذين أثروا الحياة الفكرية والحضارية والفنية بمصر فى القرنين ال19 وال20 ،والتى تتزامن مع استضافة متحفه بالمنيل معرض فن تشكيلى دولى ،بعنوان "لا شيء يتلاشى ..كل شيء يتحول " من 28 اكتوبر على مدى شهر كامل لاجتذاب الزائرين ،فالى نص الحوار: 

-الدولة وضعت سياسة لخطة تطوير زمنية ومجدولة بمهام العمل من 2016 حتى 2030 ،وهناك أولويات مثل البدء بالمتاحف التى تحتاج ميزانيات بسيطة، تتمكن الدولة ممثلة فى وزارة الاثار من تنفيذها فى ظل الظروف الاقتصادية التى تمر بها الدولة ومشاريع الشراكة مع القطاعين العام والخاص وكل متحف حسب احتياجاته .

-والعامين الماضيين انتهينا من تطوير حوالى 12 متحفا منها متاحف كبيرة الفن الاسلامى وملاوى وشرفنا الرئيس السيسى بافتتاح متحفى الفن الاسلامى وسوهاج .

-والعام القادم نعمل فى انشاء متحف الغردقة بالشراكة مع القطاع الخاص ومتحف طنطا وجارى العمل على سبيل المثال فى انشاء متحف كفر الشيخ بالشراكة مع الحكومة حيث رصدت له المحافظة حوالى 30 مليون جنيه لاتمامه حسب بروتوكول تم توقيعه  مؤخرا .

-القطاع الخاص يتعاون فى تطوير المتاحف وتقديم التبرعات لتعويض نقص ايرادات السياحة  الخارجية وتجلى ذلك خلال العامين الماضيين حتى أصبح لدينا لائحة  للتبرعات وفق الاولويات.

-تم التركيز خلال السنوات الماضية على تعريف النشء بالفنون الفرعونية من خلال الحضارات القديمة وحان الوقت  لتدريس الفنون الحديثة والمعاصرة بالمدارس للارتقاء بالوجدان ومحاربة القبح والعنف .

-لدى 52  متحفا ولا أحفظ عدد الزائرين ولكنى رصدت زيادة فى عددهم بوجه عام 

-الاقبال على زيارة المتاحف زاد خاصة بالمجتمع المحلى نتيجة للمشاركة فى الانشطة التعليمية والثقافية وورش إحياء الحرق التراثية .

-وبدأنا بورش فى المتحف القبطى 1914-2015 يليه متحف الفن الاسلامى 2016 وتم تعميمها الفكرة عام 2017  بكل المتاحف وتزداد حركة الاقبال من المجتمع المحلى لاننا نقدم مايحتاجه المجتمع وأصبحت كل محافظة تحتاج متحفا.

-بالفعل تغيرت نظرة الناس للمتاحف ولم تعد مجرد مكان للتنزه بل هناك شباب يتعلمون حرفة لمحاربة البطالة والمتحف المصرى ينظم دورات لغات لتعلم (الانجليزى والفرنساوى والألمانى) باستخدام القطعة الاثرية حسب الموضوع سواء كان عن الحلى أم النسيج أم الجلود ام الفن فى عصر ما . 

-الأمير محمد على ،الابن الثاني للخديوي توفيق، وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني. و شغل منصب ولي العهد ثلاث مرات، كما كان أحد الأوصياء الثلاثة على العرش في الفترة ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وتولي ابن عمه الملك فاروق سلطاته .

-ومتحف محمد على تم تطويره من سنوات وافتتاحه بعد التطوير2015 . واشتملت أعمال الترميم على إجراء أعمال الصيانة المتكاملة لجميع بنايات القصر بما في ذلك الزخارف والقاعات، وأعمال تنظيف اللوحات والزخارف وترميم المقتنيات الأثرية، بالإضافة إلى إعادة تركيب السقف الأثري بسراي العرش الذي سقط نتيجة عوامل الزمن. 

-ولكن المتحف الخاص تم تجهيزه انشائيا فقط  فى 2010  ولايزال محتاج تطوير فنيا .

وحاليا نطور المتحف الخاص لعرض مجموعة الامير بمختلف انواعها فى 15 قاعة عرض وهناك منح لتحديث دورات المياه ومطلوب المزيد ونقوم بتغيير شركة النظافة والصيانة لانها لم تقم بعملها جيدا لاننا نبحث عن الافضل ومازالت هناك  أعمال تطوير وتحديث تنتظر توفير الميزانية اللازمة التى  تحتسبها  وزارة المالية  للمشروع .

وتم فتح متحف صيد أول 2017 داخل قصر المنيل ومن الانشطة المحببة للمجتمع وساهم فى رفع الاقبال الجماهيرى .

-فتح المتحف الخاص وعرض مجموعة مقتنيات الامير كاملة  ويتكون من 15 قاعة يتوسطها فناء به حديقة صغيرة، ويضم مجموعات نادرة من السجاد والمخطوطات العربية النادرة وصور زيتية لافراد من أسرة محمد علي بجانب لوحات لمناظر طبيعية، وتحف معدنية، وزجاجية من الكرستال، ومجموعة من أدوات الكتابة والملابس والمفارش والأثاث والشمعدانات.

ومن أندر المقتنيات : المخطوطات النادرة والتفاسير القرآنية ولوحات خطية استخدمت فيها زخارف نباتية وطيور. وتضم مجموعة الاميرمجموعة من الأسلحة البيضاء والنارية وسيوف وخناجر عربية وعثمانية وأنسجة السيرما وسجادة صممت على شكل ليرة تركية ،ونماذج للأزياء التركية ومجموعة من الأحزمة الحريمي المطعمة بالياقوت والمرجان والكهرمان و هدايا ملوك الدول.

ويطلق على القاعة الثانية عشرة القاعة الصيفية، وفوق جدارها الجنوبي الغربي مجموعة من رؤوس الأسود الرخامية التي تتساقط المياه من أفواهها، وبالجدار المقابل شرفة بعرض الحائط من الزجاج الملون.

أما متحف الصيد: فتم جمع مقتنياته بعد ثورة 1952 وأضيف  إلى القصر عام 1963 عبر اختيار ممر طويل بجانب السور الشمالي وتحويله إلى متحف للصيد، ويعرض به 1180 قطعة من الحيوانات والطيور والفراشات المحنطة من مقتنيات الصيد الخاصة بالملك فاروق والأمير محمد علي والأمير يوسف كمال، بالإضافة إلى هياكل عظمية لجمل وحصان كانت توضع عليهما كسوة الكعبة أثناء رحلة المحمل وسفر الكسوة من مصر إلى أرض الحجاز، وجماجم وقرون وجلود وأدوات صيد وتحف .

-من أبرز هذه اللمسات تغطية 6 مقاعد بسرايا الاستقبال بأوراق النخيل فى  شكل بديع للفنان احمد العسقلانى وتعليق زينة من الفراشات على شكل نجفة بسقف السرايا ولوحات من الورد المحنط للفنانة نهال وهبى التى جمعت أشعار للقصر فى مخطوطات فنية  على مائدة السرايا.

-وحتى متحف الصيد ، أرضية مدخله مرسومة بلوحة عليها غزال وأشجار وبه طيور وحيوانات محنطة من أبرزها أوز ابيض ضخم وفراخ السلطانية السوداء  الطويلة وحصان الامير محمد على توفيق والمحمل  الذى كان يحمل كسوة الكعبة حيث كان الأميرمولعا بالفنون وتربية الخيول العربية رفيعة الانساب وله مؤلفات عن تربية الخيول العربية وحياة جياد الخيول بمصر وكتب عنها فى  مجلة الرياضة الفرنسية عام ١٩٣٣.

-وامتدت أيدى الابداع الى أروقة الحدائق التى تبلغ مساحتها 34 ألف متر مثل نحت تماثيل لمشاهير مثل كوكب الشرق أم كلثوم ،وتضم الحدائق مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات التي جمعها الأمير محمد علي من أنحاء العالم، منها مجموعة الصبار، وأشجار التين الهندي، وأنواع من النخيل مثل النخيل الملكي ذي الجذوع البيضاء، وأشجار البامبو، وشجرة الفيكس .

 ويستهل المعرض بإشراف نادين عبد الغفار، فعالياته بعرض "ليلة في متحف قصر المنيل" لمجموعة كبيرة من الأعمال الفنية، والتركيبات، والقطع المنفذة لأهم فناني الفن المعاصر في مصر في متحف القصر الذي صممه الأمير محمد علي توفيق، حيث التناغم المذهل بين أعمال فناني الفن المصري المعاصر ورحلة الأمير محمد علي الإبداعية. ويعقد العرض الافتتاحي برعاية وزارة الآثار حيث سيقدم  د. خالد عناني وزير الآثار المبادرات القائمة للحفاظ على التراث وللترويج للتراث الثقافي المصري الغني والحفاظ عليه.

وبدأ بناء متحف قصر المنيل أحد قصور العهد الملكي في مصر ذات الطابع المعماري الخاص عام 1901، ويقع بجزيرة منيل الروضة بالقاهرة على مساحة 61711 متر² منها 5000 متر تمثل مساحة المباني.  ويعد القصر تحفة معمارية فريدة تضم طرز فنون إسلامية متنوعة ما بين فاطمي ومملوكي وعثماني وأندلسي وفارسي وشامي، ويشتمل القصر على ثلاث سرايات ، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق عتيقة .

وتحتوى سراي الاستقبال على تحف نادرة منها سجاد وأثاث ومناضد عربية مزخرفة،  والسقف بأخشاب عليها زخارف هندسية ونباتية ملونة دقيقة التنفيذ بجانب كتابات قرآنية وأبيات من الشعر.

وسراى الاقامة كانت مقر لإقامة الأمير وتتكون من طابقين يصل بينهما سلم دقيق الصنع. وتعتبر السراي متحفاً لأنواع البلاطات القيشاني التركي .

سراي العرش: بها اثاث فاخر وفاترينات عرض لمقتنيات نادرة مرفق بها لافتات باللغتين لكاميرا عتيقة وقوقعة بحر  ولوحات فنية وصورة لخادمة الامير وعلى السقف  نقوش بديعة على شكل شعاع الشمس ،وتتكون من طابقين، السفلي ويطلق عليه قاعة العرش  عبارة عن قاعة كبيرة بها طاقم خشبي مذهب من الكنب والكراسي المكسوة بالقطيفة، وبها صور كبيرة لبعض حكام مصر من أسرة محمد علي. وهناك قاعتان للجلسات الشتوية بالدور العلوي ، وحجرة نادرة مخصصة لمقتنيات إلهامي باشا جد الأمير محمد علي لأمه، ويطلق عليها حجرة الأوبيسون لأن جميع جدرانها مغطاه بنسيج الأوبيسون الفرنسي. 

ويطلق على القاعة الذهبية صالون الوصاية، لاقامة الاحتفالات الرسمية، ورغم خلوها من التحف إلا أنها تعد تحفة فنية قائمة بذاتها لما نقش على جدرانها وسقفها من زخارف نباتية وهندسية مذهبة غاية في الدقة. وأطلق عليها القاعة الذهبية بسبب تنفيذ زخارف جميع جدرانها وسقفها بالذهب على طراز الركوكو العثماني والأعمدة على شكل نخيل ذو لمسة مصرية.

كما شيد برج الساعة على نمط الأبراج الأندلسية والمغربية التي كانت تستخدم للمراقبة وإرسال الرسائل بواسطة النار ليلاً والدخان نهاراً وأُلحق بها ساعة كبيرة. وكتب على البرج بالخط الكوفي، و تتميز ساعته بأن عقاربها على هيئة أفاعي.وتم بناء المسجد على الطراز العثماني ويعتبر من المنشآت المتميزة معمارياً وفنياً، ويتكون من إيوانين، نفذ سقف الإيوان الشرقي على شكل قباب صغيرة من الزجاج الأصفر فيما حلي الإيوان الغربي بزخرفه شعاع الشمس أما المنبر والمحراب فمنفذان بالذهب فيما كسيت الجدران ببلاطات قيشاني على بعضها كتابات.

-يتم بصفة دورية إعداد قائمة بتواريخ المناسبات المهمة وأعياد الميلاد المرتبطة باصحاب المتاحف أو ذكرى التأسيس  وجارى تجهيز الفعاليات المناسبة من جولات ومعارض وندوات وانشطة واحتفاليات وغيرها .

-زادت بنسبة بسيطة مقارنة بارتفاع سعر الدولار ،فسعر التذكرة للزائر المصرى 20  جنيها وللعربى 50 جنيها والاجنبى 100 جنيه وللطلبة 5 جنيهات  أما تلاميذ المرحلتين الابتدائى والاعدادى بالمدارس الحكومية ،فتتم مجانا لتعريفهم بتاريخ الأجداد وحضارتهم وبالفنون الحديثة والمعاصرة .