الحلى والمجوهرات .. فن عريق يتطور بالعلم

  • الأربعاء، 15 ابريل 2020 11:39 ص

بريقها يخطف الانظار ..سحرها يجذب عاشقي الجمال ..غموضها يأسر المرأة في كل مكان وزمان.. بحثا عن لمسات تضفي على إطلالتهن التميز والتفرد. هذه هي الحلي والمجوهرات التى كانت/Maspero RSS

بريقها يخطف الانظار ..سحرها يجذب عاشقي الجمال ..غموضها يأسر المرأة في كل مكان وزمان.. بحثا عن لمسات تضفي على إطلالتهن التميز والتفرد.

هذه هي الحلي والمجوهرات التى كانت وستظل فنا عريقا عبر العصور..و من أقدم طرق التجمل والتعبير عن الذات عند الشعوب، وخصوصا العرب.

والحلي المصرية ليست مجرد قطع من الذهب والفضة مرصعة أحياناً بأحجار كريمة .. وإنما هي مخزون من العادات والتقاليد العريقة.

ولانها .. "زينة وخزينة" كما يصفها كثيرون ..ولا تكتمل الاناقة الا بوجودها.. فقد حظيت باهتمام بالغ منذ عهد اجدادنا الفراعنة... فلا يكاد يخلو موقع أثري مكتشف من أي عصر من عصور البشرية، إلا ووجد نوع أو طراز من نماذج الحلي المستخدمة من قبل الجنسين الرجال والنساء، على السواء، حتى أن الكثير من هذه الحلي والمجوهرات دفنت مع أصحابها لقيمتها لدى هذه الحضارات.كما كانت الحلي وأدوات الزينة تمثل لدى العديد من الجماعات والشعوب آنذاك نوع من العبادة، وتكتسب معان تقديسية.

القلادة الذهبية للملك بسوسنيس الأول

وزارة الاثار اهتمت بشرح وعرض مقتنيات ملوك الفراعنة واهتمامتهم بالحلى والمجوهرات .. حيث اصدرت منذ ايام فيديو لجولة ارشادية تعرض فيها القلادة الذهبية الخاصة بالملك بسوسنيس الأول.. والتى تم اكتشافها حول عنق مومياء الملك (حوالي 1039–991 ق.م)، أحد ملوك الأسرة 21.

وهي واحدة من ثلاثة قلادات للملك مصنوعة من الذهب الخالص وتتكون من 14 سلسة من الذهب متفرعة تنتهي بزهور اللوتس تنتهي بأثنين من هذه السلاسل يقسم بدوره الي سلسلتين اخرين، وتتعلق بخمسة صفوف من الأقراص الذهبية الرقيقة مجمعة جنبًا إلى جنب يربطهم مشبك مركزي يحمل اثنين من أسماء الملك.

القلادة في شكل الجعران المجنح، تخص الملك بسوسنس الأول، وقد حفر عليها التعويذة رقم ثلاثين من كتاب الموتى. والتي تدعو بألا يؤخذ قلب المتوفى من صاحبه، أو يعارضه أثناء المحاكمة في الحياة الأخرى. وقد عثر على أربع من هذه الدلايات على مومياء بسوسينس الأول.

الفرعون الفضي

تعرف العالم على الفرعون بسوسنس بعد اكتشاف مقبرته من قبل الفرنسي البروفيسور مونيته في سنة 1940م والتي وجدت بكامل كنوزها ولم تتعرض للنهب.

ولحجم الفضة التي عثر عليها بمقبرته سمي بالفرعون الفضي، وكان هذا الاكتشاف سيشكل حدثا هاما مثل حدث اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون..الا أن توقيت هذا الاكتشاف كان على أعتاب الحرب العالمية الثانية فلم ينل التغطية والاهتمام كما حدث عند اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.

بسوسنس الأول، (بالإنجليزية: Psusennes I)‏، (عا خبر رع ستب ان أمون). هو ثالث ملوك الأسرة الحادية والعشرون، 1039 ق.م. – 990 ق.م. وحكم مصر من تانيس في شرق الدلتا. وقام بحماية الحدود المصرية ضد أي هجوم أجنبي.

صناعة تواجه الاندثار

ولكن .. ورغم هذه الاهمية الكبيرة للحلي والاكسسوارات عبر الزمان .. الا ان صناعتها تعاني من الاندثار والاهمال .. ولهذا اهتمت مصر بهذا الفن العريق.. وقامت بانشاء اول مدرسة فنية في الشرق الاوسط وافريقيا لصناعة الحلي والمجوهرات.

المدرسة الجديدة تهدف الى مواجهة هذا الاندثار بتخريج كوادر متميزة بأنواع مختلفة من العمال الحرفيين المهرة أصحاب الجودة العالية، ولديهم احترافية عالية في التصنيع.

المدارس التكنولوجية..طفرة التعليم الفني

المدرسة الجديدة تعد العاشرة ضمن منظومة مدارس التكنولوجيا التطبيقية في مختلف محافظات مصر، وبمختلف التخصصات والمجالات الصناعية والزراعية والتجارية والفندقية التي تطبق لأول مرة بمصر مثل تخصص الحاسبات والمعلومات وتكنولوجيا الإنتاج الزراعي والداجني وصناعة الحلي والمجوهرات وإدارة وتشغيل المطاعم، ذلك بالإضافة إلي تخصص الكهرباء والميكانيكا والتبريد والتكييف ونجارة الأثاث والميكاترونيات وتشكيل المعادن وغيرهم.

المدارس التكنولوجية مهمة للنهوض بالصناعة في مصر.. . حيث تسعى الوزارة نحو التوسع فى إطلاق العديد من المدارس التي تتبع منظومة مدارس التكنولوجيا التطبيقية؛ لجعل التعليم الفني بمصر يواكب أفضل النظم التعليمية بالعالم، وإعداد خريجين مؤهلين لمواكبة احتياجات سوق العمل المحلي والدولي.

التعليم الفني هو المستقبل الذي يجب على جميع الهيئات والمنظمات والشركات الاستثمار فيه؛ لما له من أهمية ودور فعال في تطوير ورفع كفاءة الصناعة المصرية.

مدرسة ايجيبت جولد للتكنولوجيا التطبيقية

هي أول مدرسة فنية متخصصة في مجال تكنولوجيا صناعة الذهب والحلى بالشرق الأوسط.

منظومة مدارس التكنولوجيا التطبيقية تقوم على شراكة بين 3 جهات رئيسية هي: وزارة التربية والتعليم، شريك صناعي، وشريك أجنبي يشرف على تطبيق المناهج وفق المعايير العالمية ويمنح الشهادات للطلاب.

وتتعاون وزارة التربية والتعليم في هذه المدرسة،التى تم افتتاحها في نوفمبر 2019 بالحي الصناعي بمدينة العبور بمحافظة القليوبية، مع شركة "Egypt gold"، كشريك من الصناعة، وخبير إيطالي كشريك أجنبي، وتعمل على تحديد الجهة الأجنبية لمنح الشهادة.

وتعمل وزارة التربية والتعليم على إنشاء 4 أو 5 مدارس متخصصة في تكنولوجيا صناعة الحلي والمجوهرات خلال الفترة المقبلة.

فلسفة "إيجيبت جولد" تقوم على تخريج طالب واعٍ وذو فكر مستنير في مجال صناعة توشك على الإندثار.

فريق عمل المدرسة

الوزارة قامت بإختيار فريق عمل المدرسة بناءًا على إستمارة إلكترونية تم تدشينها على الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ومقابلات شخصية تمت وفق معايير محددة، ليتم عليه توفير تدريب تقني عالي الجودة على أيدي خبراء لمن تم اختيارهم للالتحاق بفريق عمل المدرسة؛ لتنمية خبراتهم العملية ومهاراتهم الفنية، وشرح كيفية تدريس المناهج الجديدة المطبقة بالمدرسة والقائمة على نظام الجدارات.

طلاب المدرسة

وفيما يتعلق بطلاب المدرسة، فقد تم قبول 200 طالب وطالبة ممن تقدموا من مختلف محافظات مصر للالتحاق بالمدرسة وفق اختبارات وضعتها الوزارة في اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات، وسيتم توفير العديد من المميزات.

إقبال الطلبة على المدارس كان كبيرا جدًا حيث تم قبول ٢٠٠ طالب من أكثر من ١٠٠٠ طالب تقدموا للمدرسة من الطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية و يشترط ألا يزيد سن الطالب بالمدرسة عند التقديم عن 18 عاما، أن يكون الطالب الحاصل على الشهادة الاعدادية حاصلا على 220 درجة من 280.
ومن أهم شروط القبول في مدرسة ايجيبت جولد ، أن يخوض الطالب المتقدم امتحانا في اللغة العربية والإنجليزية.

ويتم التعامل معهم في كل المراحل بداية من سحب المعدن حتى تشكيله وخروجه للمنتج النهائي، و يجرى تدريب الطلاب بالمدرسة على معدن الفضة،.ويتم التدريب على سحب الشمع وتركيب الأحجار والتلميع والتلحيم على التازجة.

الطالب يقوم بالتدريب 4 أيام في المصنع على العملية الصناعية لتشكيل الذهب والفضة وقراءة التصميمات، ثم يقضي الطالب يومين في المدرسة لتحصيل المواد الثقافية، وما يلزم من معارف بشأن خواص الذهب وكيفية تشكيله وصبه وانصهاره.

مساحة المدرسة

المدرسة تقع بجوار المنطقة الصناعية رقم "1" بالعبور، وعلى مساحة 9 آلاف و844 مترا مكونة من مبنى 3 أدوار وبها مكاتب لشؤون الطلبة وصالات وملاعب متنوعة والعديد من الورش، وجرى إنشاؤها عن طريق جهاز مدينة العبور، وتسلمتها هيئة الأبنية التعليمية بالقليوبية.. وتتكون من 13 فصلا دراسيًا.

المنهج ومدة الدراسة

المنهج الدراسي المطبق بالمدرسة يقوم على ثلاثة محاور دراسية أساسية وهى: العلوم الأساسية والثقافية، والعلوم الفنية في مجال التخصص، والتدريب العملي بشركات ومصانع إيجيبت جولد،

الدراسة 3 أيام نظري بالمدرسة و3 أيام دراسة عملية فيما تضم ورش التدريب أحدث اﻷجهزة والمعدات في صناعة الذهب والمجوهرات.

ومدة الدراسة فيها 3 سنوات من خلال تعاون مشترك بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وإيجيبت جولد الرائدة في مجال صناعة الذهب والماس ومختلف أنواع المجوهرات على مستوى مصر.

التميز عنوان المدرسة

أوضحت وزارة التربية والتعليم ، أن طلاب مدرسة ايجيبت جولد المتميزين سيحصلوا على مكافآت نظير مشاركته في ايام الدراسة العملية في المصنع حيث أن الطالب في هذه الحالة يتعلم وفي نفس الوقت يشارك في العملية الانتاجية ، وأشارت الوزارة إلى أن هذه المكافآة تتراوح من 300 جنيه إلى 1000 جنيه شهريًا حسب كفاءة الطالب.

الطالب فور التحاقه بالمدرسة يجرى تأمينه صحيا بشكل كامل كما سيحصل الطالب على فرصة عمل فورًا بعد التخرج..وشهادة دولية للعمل في مصر او في الخارج.

دورات تدريبية للجميع

وأكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، أن مدرسة ايجيبت جولد سوف تفتح أبوابها لجميع أفراد المجتمع وليس للطلاب فقط ، وذلك عن طريق توفير دورات تدريبية متخصصة في صناعة الذهب والماس والمجوهرات بعد شهرين من افتتاحها..

صناعة المجوهرات والذهب.. تاريخ عريق

صناعة الذهب والحلي والمجوهرات من الحرف القديمة الدالة على عبقرية الإنسان وإبداعه منذ قدم التاريخ، ولا تسبقه في التاريخ حرفة أخرى.

فقد اهتم الإنسان منذ القدم بزينته الشخصية عبر وسائل وأدوات عدة، وكانت للزينة دلالات ومعان شتى لدى بعض الجماعات في العصور القديمة.

الحلي الفرعونية

اشتهرت المرأة المصرية بحبها للحلي والمجوهرات، كما ارتدى الرجال الحلي مع النساء على السواء، حيث إنها كانت عندهم من دلائل ثراء صاحبها، علاوة على تجميل وتزيين صورته أمام المجتمع.

ارتداء الحلي في مصر القديمة كان له غرض ديني ايضا حيث يعتقد أنها كانت تستخدم كتميمة لحماية جسد المتوفى من الشرور التي ربما تقابله في العالم السفلي، إلى جانب أنها كانت توضع على الحيوانات لكي تحميها من الحسد، وكحلية للتمائم في المعابد أثناء الطقوس الدينية.

وكان الزي الكامل للاحتفالات عبارة عن شعر مستعار ومجموعة كبيرة من الحلي والعقود والدلايات وحلي الصدور مزدوجة بالسلاسل..

المصري القديم صنع الحلي من مختلف المواد .. وكانت أغصان النباتات والأصداف البحرية والأحجار الصلدة والعظام هي أول المواد التي استخدمها المصري القديم في صناعة الحلي، وكان ذلك فيما يسمى بعصري البداري ونقادة، أي في عهود ما قبل التاريخ.

وكان المصري القديم يجمع هذه المشغولات، عن طريق خيوط الكتان أو شعر البقر، كما عمل على طلائها بمواد زجاجية لتصير براقة؛ مما يمنحها قبولا أكثر.

الذهب

لم يظهر الذهب إلا بعد ألف سنة من ظهور الحجارة أي قبل 4000 سنة، حيث أنبهر بجماله الإنسان فدخل الحياة وأخذ مكان الصدارة والأساس بين مختلف أنواع الحلي، وما تزال هذه المكانة في العلياء نتيجة لندرته من جهة وجماله واستمرار مادته ومقاومته للأكسدة بفعل الظروف الجوية، وقابليته للتحول إلى نماذج وأشكال مختلفة.

وقدس الذهب منذ زمن بعيد واكتسب قوة وأصبح لغة الحديث بين الأقوام وعملة تجارية يتداولها الأقوام بين الشرق والغرب نتيجة الفضائل والمميزات التي يتمتع بها هذا المعدن البراق.

وصنع المصري القديم الحلي من الذهب والفضة، وكانت الفضة أندر من الذهب الذي كان متوافرا في أماكن عديدة بالصحراء الشرقية وبلاد النوبة.وقد أطلق المصري القديم على الذهب اسم «نبو»، واسم «حج» على الفضة، وأطلق على الذهب الأبيض اسم «جمعو»، كما أطلق اسم «حمت» على النحاس.

وكان ابتكار الكثير من ادوات صناعة الذهب على يد الفراعنة الذين أدخلوا النار في هذه الصناعة كواحد من أهم الوسائل المسخرة لصياغة الذهب، فأحدثت نقلة نوعية في هذه الحرفة، حيث كان النار الوسيلة الوحيدة المستخدمة في تنقية الذهب من الشوائب وفي تحويل وصناعة أشكال ونماذج من هذه المادة.

ثم ازدهرت صناعة الحلي الذهبية ازدهارا شديدا، حتى بلغت قمتها خلال الدولة الوسطى، والحديثة فظهر مدى دقة الصائغ المصري القديم في ابتداع تشكيلة رائعة من المشغولات الذهبية ذات الصياغة الراقية الدقيقة على نحو غير مسبوق؛ وذلك للاهتمام الزائد بالبعثات بعمليات استخلاص المعادن.

وأصبح للصائغ أهمية كبيرة في المجتمع فهو الحرفي الذي يصنع ويعمل في صياغة المعادن الثمينة سواء الذهب أو الفضة ويبيعها..

الاحجار الكريمة

ثم تطورت صناعة الحلي بمرور الوقت خاصة "الأسرة الفرعونية الأولى" فقد اكتسب المصري القديم القدرة على صناعة الحلي من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة، و استخدمها في صناعة وتطعيم الحلي وأهمها العقيق «حماجت» ومنه اليماني والأبيض والأحمر، وحجر الجميشت والزمرد والمرمر المصري والمرجان والفلسبار، وحجر الدم واللازورد والزبرجد واللؤلؤ والبلور الصخري والفيروز والكهرمان.

المشغولات الذهبية اصبحت تطعم بأنواع عديدة من الأحجار الكريمة المعروفة في مصر؛ منها: تطعيم الذهب والفضة بالعقيق والفيروز.

ولم تكن المرأة الفرعونية عبر الأسر المختلفة تستخدم الحلي في المناسبات السعيدة فقط، ولكن الأمر تعدى ذلك إلى استخدامها عموما في الحياة اليومية.

ومن العجيب أن المصريين القدماء كانوا حريصين على الاحتفاظ بعدد كبير من الحلي داخل مقابرهم، وتم العثور على أعداد كبيرة منها من بينها: "الأكاليل، والتيجان، أو أطواق تثبيت الشعر الطبيعى والمستعار، وأنواع مختلفة من الحليات التجميلية؛ مثل: الوريدات الصغيرة، والأطواق الذهبية، وأشرطة يسيرة من الحلي. أنواع الحلي المشهورة: الأقراط والأساور، والخلاخل، والخواتم، والعقود، والأحزمة التي كانت ترتديها المرأة والرجل على حد السواء؛ مثل أحزمة الخصر، وأحزمة تتدلى منها شرائط رأسية..

كما تعد الصدرية من أهم أنواع الحلي التي لم تظهر سوى في الحضارة المصرية القديمة، وهي عبارة عن حلي تلبس على الصدر مربعة أو مستطيلة أو بشكل شبه منحرف، وكانت تعلق بخيط فيه خرزات، ومن أهم الصدريات تلك المعروفة من عصر الدولة الوسطى قرابة (1900ق.م) والمصنوعة من الذهب والمرصعة بأحجار شبه كريمة، مثل: حجر (لاماثيست)، والعقيق البني، والفلسبار واللازورد، والفيروز، والبللور الصخري، والاوبسيديان.

وكان الصائغ المصري يزخرف الصدريات أيضا برموز وأسماء الملوك، اعتقادا بأنها كانت تضمن الرخاء أو الحياة أو الدوام، بحسب ما يدل عليه الشكل المنقوش عليها.

كما كانت الصدرية تصنع من الذهب، وأحيانا من معدن مطلي بالذهب. كما تطلى باللون الأصفر إذا كانت مصنوعة من معدن أقل كالنحاس أو غيره؛ لتتخذ شكل الذهب.

وما تزال الفتيات في الريف المصري يرتدين الصدرية حتى الآن، وإن اتخذت الصدرية اسما آخر؛ هو "الكردان الذهب".

وكانت للألوان المطعمة للحلي معانٍ دالة بالنسبة لمعتقداتهم. فعلى سبيل المثال يمثل اللون الأزرق الحماية من العين الشريرة أو الحاسدة، واللون الخضر يفيض بالرخاء والحيوية ويعيد الشباب. أما الجعران فيصنع من القيشاني الأخضر أو الأزرق أو أحجار شبة كريمة، وأخيرا فقد كان القدماء يعتقدون أن التمائم التي يلبسونها في الصدريات بغرض الحماية والحراسة، وكانت تلبس في الأعضاء التي يعتقد تعرضها للأخطار، مثل: الرقبة، والرسغ، ومفصل القدم، والأصابع والوسط.

وما تزال الأساور أكثر الحلي انتشارا حتى الآن. وهى تلبس في الرسغ، وكان من أجمل الأساور تلك التي تم العثور عليها في مقابر أميرات الأسرة الثانية عشرة، وما تزال النساء تتزين بها حتى الآن. أما الخلخال فيلبس في القدم.

وقد عرف المصري القديم الأساور والخلاخيل منذ عصور ما قبل التاريخ، وكانت تصنع من مواد كالعظم، والخشب، والجلد والشعر، ثم عملت خرزات في خيوط منظومة، وكانت هذه الخرزات تصنع وكانت ترصع بأحجار شبة كريمة أو بالزجاج، وكانت تستعمل في الحياة اليومية كحلي للتزين أو للحماية بحسب اعتقادهم، أو توضع مع المتوفى في حجرة الدفن، أو كانت تصور على الجدران أو على أسطح التوابيت، أو يلبسها المتوفى نفسه. كما انتشرت حلي الرأس المصنوعة من أكاليل أغصان الشجر، وأعواد الزهور. واستخدمت شرائط القماش لربط الشعر كزينة، أو كي لا يعيق الرؤية أثناء العمل.

ولقد عرفت المصرية القديمة لبس الأقراط منذ عصر الانتقال الثاني (قرابة عام 1650 ق.م) وقيل: إن أول من لبس الأقراط من الملوك هو تحتمس الرابع 1410 ق .م حيث ظهر ذلك من حلمة أذن موميائه المثقوبة، وكانت هذه الأقراط من الذهب أو من الذهب المطعم، ومن أجمل ما عثر عليه
من أقراط ملكية تلك الخاصة بالملك (توت عنخ آمون) أو تلك التي تحلت بها الملكة (نفرتاري) في مناظر مقبرتها بوادي الملكات، أو أقراط الملك سيتي الثاني أو مقابر تانيس لملوك الأسرتين 21 , 22.

وكان من أشهر الأدلة الأثرية بقايا الأساور الأربع التي عثر عليها بتري في أبيدوس وترجع لعصر الأسرة الأولي، والصفائح والمسامير الذهبية التي كانت تزين التابوت الخشبي التي وجدت داخل أحد سراديب هرم سقارة المدرج، ومجموعة آثار الملكة «حتب - حرس» من الأسرة الرابعة،

ورأس الصقر الذهبي الذي عُثر عليها بمدينة «نخن» من الأسرة السادسة، ومجموعة آثار ملوك وأميرات عصر الدولة الوسطى التي عثر على أهمها «دي مورغان» في اللاهون ودهشور، ومجموعة آثار الملك «توت عنخ آمون» وحلي مقابر «تانيس» ومقبرة «سابتاح».

الحلي في العصر الاسلامي

تأثرت طرز زخارف الحلي وأساليب صناعتها في بداية العصر الإسلامي بالنماذج الساسانية والبيزنطية·

وعلى الرغم من شهرة الشرق الإسلامي بإنتاج أرفع الحلي، فإن ما وصلنا بالفعل من هذه الحلي نادر مقارنة بما كتبه المؤرخون في وصف روائع الحلي والجواهر لدى الملوك.. ناهيك عن وجود حي للصاغة في كل مدينة إسلامية.

يرجع السبب وراء هذه الندرة في مقتنيات المتاحف من قطع الحلي الإسلامية، إلى عادات الصاغة في سبك قطع الحلي القديمة وإعادة صياغتها من جديد نظرا لقلة الكميات المتاحة من الذهب.

الحلي في العصر الاموي

ولم تختلف الحلي في العصر الاسلامي وعصر الخلفاء الراشدين عنها في العصر الجاهلي، إلا في أواخر العصر الأموي، حيث ازدادت تنوعاً.

الحلي في العصر العباسي

ثم بلغت الذروة في العصر العباسي لتواكب ما بلغته الدولة الإسلامية من ازدهار وثراء، بفضل الفتوحات الإسلامية والتجارة، ما أدى إلى انتعاش الحياة الاجتماعية في طبقات المجتمع المسلم، وانعكس ذلك على الحلي بأنواعها.

ومن ذلك يروى أن العباسيين رصعوا عصائب النساء وخفافيهم باللآلي والجواهر.

الحلي في العصر الفاطمي

كانت أهم مراكز صناعة الحلي والجواهر في مصر تقع في مدينتي الفسطاط والإسكندرية، وشهدت أوج نشاطها في عصر الفاطميين في منتصف القرن 4هـ - 10 م، لما عُرف عن حبهم لاقتناء الذهب والجواهر.. حتى انهم كانوا يرصعون أواني الطبخ باللآلي واتخذوا التماثيل المرصعة زينة.

كما أن الخليفة المعز لدين الله قام بإنشاء قاعة الذهب بالقصر الشرقي، ومن بعده الخليفة العزيز بالله قام بتشييد قصر الذهب، وكان القصر والقاعة قد خصصا للمقتنيات الذهبية المختلفة.

كانت خزائن الفاطميين تحوي العديد من قطع الحلي المزخرفة بالمينا المتعددة الألوان، وأهم ما تعرضه المتاحف من نماذج هذا النوع، قرط صغير مستدير من الذهب عثر عليه في حفائر الفسطاط، و حاليا محفوظ بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة.

الحلي العثماني

وفي تركيا العثمانية، أظهر الصاغة مهارة واستيعابا لتراث الحلي في آسيا الإسلامية، وبخاصة في إيران والهند، ونالت منتجاتهم الاعجاب الشديد من الاوروبيين في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين ''18-17م''·

وتتميز الحلي التركية بدقة مشغولات الذهب ووفرة زخارفها مع الميل الى استخدام الأحجار الكريمة بكثافة كبيرة في أعمال الزخرفة·

اليونانيون والرومان

اختلفت أشكال المشغولات الذهبية عند اليونانيين؛ إذ كانوا يهتمون بصياغة المعادن في حليهم ونادراً ما يستعملون الترصيع بالأحجار الكريمة. وكانت الحلي اليونانية تتسم بتخريم جميل، في شكل شريط مكون من أسلاك رقيقة ومفتوحة من الذهب والفضة، تُضفي عليها أشكالاً مختلفة.

وكان الرومان، بخلاف اليونانيين، يستعملون الأحجار الكريمة في حُليهم. وكانوا يستخدمون كذلك الذهب، غير أنهم كانوا يُحبذون الأحجار الكريمة التي يُرصعون بها خواتم يلبسونها، كما كانوا أول من استعمل الخواتم رمزاً للخطوبة.

في أوروبا، وبالتحديد ابتداءً من القرن الثامن الميلادي، كان لبس الحلي يكاد يقتصر على الملوك وحاشياتهم. وفي الفترة التي تمتد بين 1200-1400م تكونت طبقة متوسطة ثرية.

وبدأت هذه الطبقة تمتلك الحلي وتلبسها رمزاً لمكانتها الاجتماعية. وكان الذهب أهم المعادن الثمينة المستعملة، إلى جانب استعمال البرونز والفضة بدرجة محدودة.

في آسيا اشتهر صانعو الجواهر الهنود بمهارتهم في التزيين لما يقارب من 4000 سنة. ويستعمل هؤلاء الصنّاع الذهب مادة رئيسة لصنع الجواهر.

وكان الهنود الأثرياء يشترون ما استطاعوا من الذهب ثم يصنعون منه حلياً لزوجاتهم. وكانت هذه الحلي تشكل القسط الأكبر من ممتلكات العائلة، ولاتزال الخلاخيل والأساور وخواتم الأصابع وحلقات الأنف منتشرة الاستعمال ومفضلة في الهند وباكستان.

اشتهر لبس الحلي في الصين في عهد أسرة سونج (960 – 1279م)، وكان الصينيون يفضلون الفضة والمينا والريش واليَشَم. وغالباً ماكان اليشم يُنحت أو يُصقل ويُمزج بالمعادن. وكانت الحلي الصينية رهيفة، محكمة الصنع، وغالباً ما كانت في شكل أغطية مزخرفة للرأس.

وكانت الحلي اليابانية تُشبه الحلي الصينية، إلا أن اليابانيين استعملوا الحلي لتزيين السيوف والأشياء التي تُستعمل أثناء الطقوس الدينية والمراسيم الرسمية. وبدأ اليابانيون في فترة لاحقة لبس الحلي للزينة الشخصية.

وكانت هذه الحلي اليابانية في شكل قروط وزينة للشعر، وقلائد، ومناجد (حبال متدلِّية) وخواتم.أما الحلي الأفريقية، فقد كان الحرفيون الأفارقة يستعملون دائماً مواد محلية كالعظام والريش الملون والعاج والخشب، وأحياناً المعادن، لصنع حلي بديعة الألوان.

ولا تزال القلائد من الأصداف والبذور، وقطع من العاج أو العظام، توضع في شحمة الأذن. والأساور والخلاخل البرونزية منتشرة الاستعمال ومفضلة عند بعض الأفارقة.

في الخليج

في العالم العربي تنتشر صناعة الحلي وتبرز فيها مهارة الصائغ الذي ورث المهنة عن أجداده، خاصة في مصر وسوريا واليمن ومنطقة الخليج العربي التي اشتهرت بصيد اللؤلؤ، خاصة الكويت والمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية, وتتشابه الحلي في معظم بلاد منطقة الخليج العربي،
في طريقة صياغتها، ولبسها والمناسبات التي تقدم فيها


أخبار ذات صلة

wave
مؤتمرات الأطراف بالأمم المتحدة .. 26 عاما من العمل المناخي
مصر تفوز بكأس إفريقيا في "الطهي"
مصر تفوز بكأس إفريقيا في "الطهي"
كورونا يشعل حرب "اللقاحات"/رئيسية الاخبار
المتحف القومي للحضارة.. صرح الفسطاط/رئيسية الاخبار
في عيد ميلاده الـ250.. اكتشف بيتهوفن/رئيسية الاخبار
كورونا .. فيروس "شيطاني"  يغزو العالم/رئيسية الاخبار
"عيد الميلاد المجيد".. التاريخ والإحتفال/رئيسية الاخبار

المزيد من ملفات متنوعة

wave
البحث عن المساواة .. في اليوم العالمي للمرأة

المرأة هي نصف المجتمع الذي يربي النصف الآخر .. بصلاحها يصلح المجتمع كله .. فهي الأم والزوجة والأخت والصديقة .....

صروح أثرية وكنوز تاريخية في "مرمى" الزلزال

صمدت في وجه الإمبراطوريات والحروب على مدار آلاف السنين.. وهزمها الزلزال في دقائق !

مؤتمرات الأطراف بالأمم المتحدة .. 26 عاما من العمل المناخي

تغير المناخ أكبر تهديد يواجه كوكبنا ومستقبل أولادنا .. 15 مليون شخص يموتون بسبب الانبعاثات الضارة في العالم.. كل الأنهار...

الحج .. أشهر معلومات

ترفع الكعبة المشرفة أستارها.. وتعلو أصوات الحجيج بالتلبية.. ليك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لبيك، إيذانا ببدء موسم الحج، موعد...