تضم الأجندة الدولية العديد من الأيام التي يحتفل فيها العالم بمناسبات وأحداث وكيانات ويجعل لها أياما دولية وعالمية للاحتفال بها وبذكراها.. وشهر سبتمبر يضم الكثير منها.. ومن أبرز هذه الأيام في هذا الشهر.. هما اليوم الدولي للديمقراطية في 15 سبتمبر.. واليوم الدولي للسلام في 21 سبتمبر..
وتعجبت من الرابط بين الأمرين.. فالديمقراطية تنشأ وتنمو في بيئة السلام .. لا.. الحروب والصراعات .. والسَّلَامُ أو السِّلْمُ أو السَّلْمُ هو حالة الهدوء والسكينة.. والسلم والسلام هو شرط وضرورة قصوى وركيزة أساسية لأي تطور وازدهار ونماء ورقي إنساني في جميع جوانبه المادية والأخلاقية.. ومنه سلام النفس والروح.. ومنه سلامة القلب والبدن.. وهناك سلام المجتمع.. وسلام الدولة.. وسلام العالم..
والسلام.. من أسماء الله الحسنى سبحانه وتعالى.. والسلام تحية الإسلام في كل مكان وزمان.. وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه".. فهنا قوله ﷺ: المسلم يعني: المسلم حقيقةً، المسلم كامل الإسلام، يعني: الذي قد أسلم قلبه وجوارحه لله -تبارك وتعالى.. يعني: أسلم الإسلام الكامل..
ويحتفل العالم سنويا باليوم الدولي للسلام في 21 سبتمبر.. وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا التأريخ ليكون يوما موقوفا لتعزيز مُثُل السلام، بالاحتفال لمدة 24 ساعة من اللاعنف ووقف إطلاق النار.. وذلك لأن عالمنا بحاجة إلى السلام أكثر من أي وقت مضى.. ويسهم تعزيز السلام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي سيؤدي تحقيقها إلى تكوين ثقافة سلام للجميع..ومن السلم والسلام والإسلام تنشأ الديمقراطية..
وبينما أنا اسبح في بحر السلام على شاطئ الديمقراطية.. فوجئت بصديقي العزيز يجلس أمامي على مائدتي بالمقهى الدبلوماسي.. وهو ينظر إلي مندهشا.. فاعتدلت في جلستي وأخذت رشفة من قهوتي الفرنسية..
وبادرته بالسؤال.. على غير العادة.. انت عارف ان العالم بيحتفل الشهر ده باليوم العالمي للسلام واليوم العالمي للديمقراطية.. فأجابني .. متعجبا.. وهو يعني إيه ديمقراطية أصلا.. وهو فيه سلام في العالم اللي احنا عايشينه ده..
فأجبته قائلا.. أنا هأقولك أصل الحكاية..
كلمة الديمقراطية.. Democracy دي كلمةً يونانيةً تتكوَّن من مقطعين؛ المقطع الأول (Demos) ويعني الناس أو الشعب، والمقطع الثاني (kratein) ويعني الحُكم، وبذلك يشير مفهوم الديمقراطية لغةً إلى حُكم الشعب أو حُكم الأغلبية.. والديمقراطية هي المشاركة الفعّالة ما بين الحكومة والشّعب وتعاونهما من أجل تحقيق المصلحة العامة للبلاد..
ومفهوم الديمقراطية أشمل من الحرية ويرجع السّبب وراء ذلك لكون الدّيمقراطية تشمل مجموعةً من الأفكار والمبادئ التي تتمحور حول الحرية.. إضافةً لامتلاكها مجموعةً واسعةً من الإجراءات والممارسات السياسيّة التي تشكّلت عبر فترات طويلة..
يُمكن دعم البُنية التحتية للديمقراطية من خلال بعض الركائز والأركان مثل الانتخابات النزيهة والحرّة والتسامح السياسي لتحقيق التنمية المستدامة وسيادة القانون وحرية التعبير والمساءلة والشفافية واللامركزية والمجتمع المدني..
وللديمقراطية أشكال وأنواع.. فهناك الديمقراطية المباشرة وهي التي يتم فيها التّصويت من قبل الشعب على أيّ من القرارات السياسيّة بشكلٍ مباشرٍ ودون الحاجة لأيّ ممثلين عنهم.. كما هي مطبقة في سويسرا.. وهناك الديمقراطية النيابية.. أو غير المباشرة.. وهي الأكثر انتشاراً في جميع أنحاء العالم.. وفي هذا النّوع يتم التّصويت لمجموعةٍ من الأفراد لتمثّل الشعب في البرلمان، حيث يتم الاستفادة من خبرات الأفراد الذين تمَّ انتخابهم من أجل صنع واتخاذ القرارات.. كما يحدث في مصر.. وهناك الديمقراطية التعددية.. حيث تقوم مجموعاتٍ منظّمة لمناقشة القضايا السياسية المُشتركة، إذ يحدّد الفرد القضايا التي تهمّه، وينضمّ للمجموعات التي تناقش هذه القضايا من أجل دعمها، وتقوم المجموعات بدورها بكسب الدعم السياسي المهم من أجل الدفاع عن مصالحهم، ويُعدّ النظام السياسيّ الأمريكيّ مثال ذلك..
وتشكل الديمقراطية مجموعة القيم المتعلقة بالحرية واحترام حقوق الإنسان ومبدأ تنظيم انتخابات نزيهة بالاقتراع العام ..وهذه القيم واردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، كما أنها مذكورة بالتفصيل في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي يكرس مجموعة من حقوق الإنسان والحريات المدنية التي من شأنها أن تساند الديمقراطيات الهادفة..وتقوم الديمقراطية على إرادة الشعب المعبر عنها بحرية لتقرير نظمه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومشاركته التامة في جميع جوانب حياته.والديمقراطية والتنمية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية أمور مترابطة ومتداعمة. .وفي الديمقراطية.. جميع الناس ذوي قيمة متساوية وينبغي أن يتمتعوا بنفس الحقوق وجميع الناس متساوون أمام القانون..
ومن اجل ذلك كله.. اقترح الاتحاد البرلماني الدولي اختيار يوم 15 سبتمبر.. تاريخ الإعلان العالمي للديمقراطية.. ليكون اليوم الذي يحتفل فيه المجتمع الدولي كل عام باليوم الدولي للديمقراطية.. وفي عام 2007، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال بيوم 15 سبتمبر باعتباره اليوم العالمي للديمقراطية ودعت جميع الدول الأعضاء والمنظمات للاحتفال بهذا اليوم بطريقة مناسبة تساهم في رفع الوعي العام.. وليكون فرصة لاستعراض حالة الديمقراطية في العالم..
وللحديث بقية..
لمزيد من المقالات
المقهى الدبلوماسي.. شهر "نسيء" .. وقمة العشرين
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
وأنا في طريقي لبيتي عائدا من العمل.. لا أدري ما الذي جعلني أتوقف لأجلس قليلا بالمقهى الدبلوماسي..ربما لإحساسي بشئ من...
يبدو أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "المتطرفة" لم تطمع في ضم العديد من الأراضي الفلسطينية فقط، ولكن فُتحت...
لا أستطيع أبدا نسيان صور الأطفال الشهداء والجرحى..لا يمكن أبدا لأحد أن ينسى مشاهد الأباء والأمهات المكلومين على أطفالهم..ولا يمكن...
شهر ربيع الأول هو الشهر الثالث من السنة الهجرية.. سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم..وفيه ولد...