المقهى الدبلوماسي.. COP 27.. تلبية الطموحات..وتنفيذ القرارات

اليوم الإثنين.. الـ21 من شهر نوفمبر .. الجو مستقر تماما.. مافيش مطر.. والبرد مش جامد.. وفي ساعات النهار.. تشعر بالدفء القادم من أشعة الشمس التي تظهر على استحياء.. وتفسح لنفسها مكانا بين السحب المتراكمة.. فتشعر وكأن هناك صراع بين أشعة الشمس وكتل السحاب.. فإذا ما غلبت السحب.. شعرت بلسعة البرد.. وإذا ما تفوقت أشعة الشمس.. أسرع الدفء يدثرك بخيوطه الحانية.. وبين هذا وذاك.. يوشك الشهر الأخير من فصل الخريف على الانقضاء.. وفي هذا اليوم المشمس الجميل وجدتني أقصد مكاني المفضل في هذا الوقت.. المقهى الدبلوماسي.. واستقبلني الشاب الصغير حسن بابتسامة عريضة ملأت وجهه الأسمر.. والذي بدأت في الاعتياد عليه..

أهلاً.. أهلاً.. يا باشا..
إزيك يا حسن.. قهوتي بسرعة لو سمحت..
حالا..
وبدأت أبحث بعيني عن الأصدقاء.. فوجدت صديقي العزيز وقد أسند رأسه على إحدى يديه.. وقد أغمض عينيه.. فظننته يأخذ قيلولة سريعة.. فإذا به يحدثني قائلا: كنت مستنيك.. كنت حاسس إنك جاي النهاردة..
فابتسمت قائلا: إنت صاحي.. خير.. فيه إيه
أبدأ.. كنت عايزك تكمل لي موضوع مؤتمر المناخ ده.. أنا قعدت أفكر في كلامك المرة إللي فاتت.. وقررت أعرف منك بقية الموضوع.. انتهى على إيه..
أنا مبسوط جدا أنك عايز تعرف تفاصيل ختام المؤتمر.. شوف.. إمبارح بس.. الأحد.. 20 نوفمبر.. أنهى المؤتمر فعالياته بإعلان البيان الختامي والقرارات..
أيوه.. بس إنت مش شايف إن المؤتمر ده طول قوي..
إنت معاك حق.. مؤتمرات المناخ إللي قبل كده كانت لا تتجاوز الثلاثة أيام.. وده أمر طبيعي جدًا.. نتيجة تمسك الوفود بمواقفها لغاية اللحظات الأخيرة.. أما المرة دي .. كان فيه مواضيع عالقة في منتدى المناخ.. وعلشان كده تم ترك المساحة الكاملة لتفاوض الدول.. وكانت مسألة الخسائر والأضرار بسبب التغيرات المناخية.. وكيفية تمويل الأنشطة الخاصة بالتعامل مع الأضرار.. من أهم الموضوعات العالقة.. بالإضافة للطموحات لخفض الانبعاثات بدرجة ونصف.. ومسألة التكيف والتمويل.. وكانت المقترحات الخاصة بحل القضايا العالقة في شكل أكثر من سيناريو.. وتم تقريب وجهات النظر..
وجه دور رئاسة المؤتمر المصرية.. فطرحت ورقة تعبر عن رؤيتها.. فجاءت القرارات بالتوافق.. ومش بالتصويت.. لتأكيد الانتقال من مرحلة الوعود لمرحلة التطبيق والبحث عن حلول عملية.. ولأن هدف تخفيض درجات الحرارة بنسبة 1.5 درجة مئوية تبنته اتفاقية باريس للمناخ.. لتسهيل تخفيف حدة الانبعاثات الكربونية.. فكان من الضروري الإصرار على الالتزام بما تم التوافق عليه في القمة 26 في جلاسجو.. ووزير الخارجية المصري سامح شكري رئيس المؤتمر.. أكد أن مؤتمر المناخ انتهى بالاتفاق على تمويل الدول النامية لمواجهة التداعيات السلبية المرتبطة بتغير المناخ..
والجميل في المؤتمر ده أنه لم يكتف بقرارات تقليدية.. وإنما سعي بتكريس أهمية التنفيذ.. فتم الاتفاق على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار لمواجهة التحديات الضخمة وتعرض العديد من دول العالم خاصة الدول النامية للتداعيات السلبية المرتبطة بتغير المناخ.. وده بيعتبر إنجاز ونجاح لمصر اللي ترأست المؤتمر ودعمته..
أفهم من كده.. إن المؤتمر نجح.. ومصر نجحت في تنظيم المؤتمر وإدارته..
أيوه..
وإن المؤتمر قدر يفيد العالم كله.. والدول النامية إللي زينا.. ويفيد مصر على وجه الخصوص.. مش كده..
تمام.. إنت لخصت نتائج المؤتمر ببساطة شديدة.. فعلا..
طيب الحمد لله.. والسنة الجاية بقى المؤتمر ده هيكون فين إن شاء الله..
دولة الإمارات العربية المتحدة.. هتستلم رئاسة المؤتمر من مصر.. علشان هي إللي هيقام عندها المؤتمر السنة الجاية إن شاء الله..
وهنا.. اكتفى صديقي بهذا القدر من الحديث.. فابتسم راضيا.. وانصرف..
وعدت.. أنا.. استمتع برشفة جديدة من قهوتي الفرنسية..
وللحديث بقية..

لمزيد من المقالات

المقهى الدبلوماسي.. مؤتمر المناخ.. آمال وطموحات

Katen Doe

حمودة كامل

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

wave
حمودة كامل
حمودة كامل
حمودة كامل
حمودة كامل
حمودة كامل
حمودة كامل
حمودة كامل
حمودة كامل

المزيد من مقالات

wave
المقهى الدبلوماسي.. جامعة طنطا.. وفوز أردوغان

بينما كنت أرتشف قهوتي الفرنسية على مائدتي بالمقهى الدبلوماسي.. إذ جاءني صديقي العزيز يسألني.. انت كنت مختفي فين بقالك يومين.....

المقهى الدبلوماسي.. شهر شوال.. والقمة العربية الـ32..

ما إن ينتهي الشهر الكريم.. حتى يغلبنا الشوق إليه.. ونبدأ في انتظار عودته.. ونشعر بذلك ونحن نودع شهر شوال أيضا.....

المقهى الدبلوماسي.. الحمد والاستغفار.. وعودة سوريا للجامعة العربية

لا أدري ما الذي جعل هذه المأثورة للإمام الحسن البصري تقفز أمام عيني.. وكانها تحدث أمامي الأن.. ربما لأهمية الرسائل...

المقهى الدبلوماسي.. حنين الشهر الكريم..وأوجاع السودان

ومثلما جاء رمضان ..انقضى.. وجاء العيد وانتهى.. وعادت الأيام لرتابتها المعتادة.. فما أن يأتي الصباح.. فنتمنى قدوم الليل.. حتى ينقضي...